أكد سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة الإماراتي، رئيس الدورة الحالية لمنظمة "أوبك" أن استمرارية منظمة الدول المصدرة للبترول بالخفض في عام 2018 هي محور استراتيجياتنا وأن توفير بيئة مستقرة لسوق النفط تعد من الأولويات القصوى.
وقال وزير الطاقة الإماراتي، خلال لقاء عقده مع ممثلي وسائل الإعلام في مقر الوزارة في أبوظبي الخميس الماضي إن تمديد "إعلان التعاون" خلال الاجتماعات الوزارية المنعقدة في 30 نوفمبر 2017 بشأن خفض الإنتاج إلى 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية 2018، حظي بدعم كامل من الدول الـ 24 الأعضاء في منظمة أوبك والدول غير الأعضاء فيها والمشاركة في هذا الاتفاق.
وأوضح أن نسبة الالتزام في الخفض من الإنتاج بلغت ما يعادل 129 في المائة في ديسمبر 2017 أما معدل نسبة الالتزام للسنة الأولى فقد بلغ 107 في المائة .. مشيرا إلى أن هذا الإنجاز يعد جديرا بالثناء ويعد أيضا الأول من نوعه لكونه جمع لأول مرة في تاريخ المنظمة ما بين الـ 24 دولة عضو فيها.
وقال في تصريحاته إن الجهود الجوهرية التي تمت ساهمت بالفعل في تقليص كميات كبيرة من المخزون النفطي العالمي حيث انخفض المخزون التجاري العالمي لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأكثر من 220 مليون برميل منذ بداية عام 2017 مقارنة بمعدل الخمس سنوات السابقة.
وأضاف " سنستمر بالتزامنا بخفض الإنتاج حيث لا يزال لدينا أكثر من 100 مليون برميل يجب علينا إزالتها من السوق للوصول إلى متوسط المخزون العالمي للخمس سنوات المستهدفة".
وقال إنه فيما مضى كان العديد من المشككين والمعارضين يدعون بأن منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وشركائها من غير الأعضاء لم يحققوا سوى القليل سنة 2017، مؤكدا أنه تم تحقيق العديد من الإنجازات الملموسة العام الماضي والتي أتطلع للعمل على استمراريتها ومواصلة تركيزنا وتكثيف جهودنا المشتركة الرامية إلى إعادة التوازن في سوق النفط العالمية.
ونوه بالعمل الرائع الذي قام به خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية ورئيس منظمة "أوبك" لعام 2017، مشيرًا إلى أن هذه الجهود فريدة من نوعها وتضيف بلا شك قيمة إيجابية للدبلوماسية العالمية ونسعى للاستمرار في هذا العمل المثمر والبناء خلال فترة رئاسة المنظمة للعام الجاري.
وأضاف " يتحتم علينا أيضا استشراف المستقبل ووضع المبادرات والحلول الاستباقية المشتركة والتي من شأنها تعزيز التعاون والتواصل البناء لاسيما في السنة الأولى من "إعلان التعاون" فيما بين الدول الأعضاء في أوبك وشركائها من الدول خارج المنظمة والتي جاءت لتحقيق التنمية المستدامة".
وأشار إلى أنه بطبيعة الحال ستبقى هناك العديد من المتغيرات والتحديات وهذه هي طبيعة قطاع الطاقة ولأننا نتسم بالمرونة التي تمنحنا القدرة على التكيف ودعم بعضنا البعض داخل منظمة "أوبك" ومع شركائنا من الدول خارج المنظمة فإننا سوف نواصل مراقبة السوق عن كثب وسنسعى جاهدين من خلال جهودنا المشتركة إلى تحقيق الاستقرار الذي يرغب فيه من كل المنتجين والمستهلكين.
وأكد أن هذا التعاون غير المسبوق أتاح إحراز تقدم كبير في إعادة مستويات المخزون إلى متوسط السنوات الخمس السابقة وإعادة أيضا التوازن في العرض والطلب مما يساعد على عودة الاستقرار المستدام إلى السوق على المدى القصير والمتوسط والطويل الأجل والمساعدة في تعزيز استدامة النمو الاقتصادي الإيجابي العالمي.
كما أكد سهيل المزروعي، ضرورة أخذ الخطوة التالية للبناء على تقدمنا ??الموحد والنظر إلى أبعد من عملية إعادة التوازن في السوق كما يجب السعي إلى إضفاء الطابع المؤسسي المشترك على "إعلان التعاون" .. مضيفا " لابد أن يظل صوتنا الجماعي واضحا وموجزا ومتسقا حيث إنه لا فائدة من الارتباكات والتكهنات في عالم النفط وقطاع الطاقة بشكل عام كما أننا لا نريد العودة إلى تقلب السوق وإلى نفس التراجع الذي شهدناه في الأعوام 2014 و2015 و2016 ".
وأشار إلى الحرص على ديناميكية العرض ومواصلة الحوار مع اللاعبين الأمريكيين بما يخدم مصلحة واستقرار السوق وتوازن العرض والطلب.
ولفت إلى إن أسعار النفط يتم تحديدها من قبل السوق وحده ولكننا نأمل أن تستقر الأسعار على مستويات أكثر ملاءمة لتشجيع الاستثمارات التي تحتاجها الصناعة.
وبين أن خفض النفقات الرأسمالية لأكثر من تريليون دولار خلال السنوات الأخيرة قلل من الاكتشافات والإنتاجات المستقبلية في الوقت الذي تتوقع فيه منظمة " أوبك " أن يزيد الطلب على النفط على المدى الطويل بمقدار 15.8 مليون برميل يوميا أي بزيادة من 95.4 مليون برميل يوميا في عام 2016 إلى 111.1 مليون برميل يوميا في عام 2040.
وأشار إلى أن النمو الاقتصادي العالمي سجل أعلى مستوياته منذ الأزمة المالية لعام 2008 حيث عرف نمو الطلب على النفط مستويات صحية في عامي 2017 و2018 بأكثر من 1.5 مليون برميل يوميا وانخفضت المخزونات العالمية أيضا .. موضحا أنه في خضم هذا التغيير فإن أهدافنا لتخفيف البصمة البيئية للنفط لن تتراجع وذلك دعما لاتفاق باريس.
وأكد سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي أن مزيج الطاقة العالمي يلعب دورا محوريا على مستوى العالم فهناك العديد من الدول الأعضاء بأوبك يستثمرون بكثافة في مصادر الطاقة المتجددة وسيظل كل من النفط والغاز المصدرين الرئيسيين للطاقة خلال السنوات القادمة وسيشكلان معا ما يعادل 52% من مزيج الطاقة العالمي عام 2040.
التعليقات