وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بإطلاق "صندوق التنمية الثقافية" في دولة الإمارات.
وكلف سموه وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بتأسيس الصندوق والإشراف عليه وفق الأهداف المرسومة له من بينها توفير الموارد المالية اللازمة لدعم النشاط الثقافي في مختلف أنحاء الدولة ومساندة المشاريع والمبادرات الرامية إلى تعزيز المنتج الثقافي الإماراتي والارتقاء به على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وإشراك كافة عناصر المجتمع في مؤازرة خطط التنمية الثقافية التي تمثل رصيدا إنسانيا مشتركا ومطلبا مهما من متطلبات التنمية الشاملة، وتشجيع القطاع الخاص على القيام بما تمليه عليه المسؤولية المجتمعية تجاه الشراكة الواعية في دفع معدلات عملية التطوير الثقافي والمعرفي التي تأتي في مقدمة ركائز التنمية الشاملة.
كما وجه بإطلاق "مؤشر مساهمة الصناعات الإبداعية" في الناتج الإجمالي المحلي للدولة لتحديد مدى إسهام قطاع الثقافة بمختلف مساراته وتخصصاته في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية إذ تمثل الصناعات الإبداعية مصدرا مهما من مصادر الدخل لاسيما للدول التي ترعى الإبداع والتي توفر البيئة المحفزة لتلك الأنشطة والصناعات ومن بينها دولة الإمارات التي اهتمت بترسيخ أسس الاقتصاد القائم على المعرفة والذي يمثل الإبداع مقوما محوريا من مقومات نموه وازدهاره.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد " ثقافتنا هي هوية أجيالنا وعمق لتاريخنا ورسالة للعالم نريد أن ننقلها بطرق أكثر إبداعا، ثقافتنا الإماراتية تحمل روح المحبة والتسامح وتدعو للانفتاح على الآخر وتستمد روحها وهويتها من الحضارة العربية والإسلامية".
وحول أهمية اللغة العربية قال سموه "عمود ثقافتنا اللغة العربية، ولا يمكن تنمية معرفتنا وترسيخ هويتنا وتطوير ثقافتنا إذا ابتعدنا عنها".
وأضاف "إن سعينا نحو ريادة المستقبل وحرصنا على أن نكون في مصاف أكثر الدول تقدما لا يكتمل إلا بتعزيز رصيدنا الثقافي وتوظيفه التوظيف الأمثل وتطويره.. نريد ثقافة جوهرها الإبداع ونهجها الابتكار ".
وقال صاحب السمو " الاقتصاد والثقافة والسياسة مكونات تمتزج لتشكل أمة.. وتبني دولة.. ولا غنى لتطورنا ونهضتنا عن ثقافة راسخة منفتحة ومتطلعة للمستقبل".
وكلف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالعمل على إعداد مؤشر مساهمة الصناعات الإبداعية ووضع آلياته وتحديد معاييره والمنهج القياسي الذي سيتبعه لتحقيق الأهداف المرجوة من ورائه وبما يدعم عمليه صنع القرار فيما يتعلق بالتنمية الثقافية والمعرفية في الدولة وكذلك ما يعنى بمجال الصناعات الإبداعية في إطارها.
جاء ذلك خلال حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جانبا من "خلوة مستقبل الثقافة" التي نظمتها اليوم "الاثنين" وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في متحف "اللوفر" – أبوظبي بحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بهدف رسم ملامح مستقبل المشهد الثقافي الوطني بمشاركة عدد من أصحاب المعالي الوزراء ونخبة من أبرز الشخصيات المؤثرة على الساحة الثقافية والسياسية والدبلوماسية علاوة على مجموعة من رواد الأعمال وممثلي الجهات الإعلامية في الدولة.
وناقشت الخلوة التي استمرت أعمالها لمدة يوم واحد وتضمنت تسع جلسات وورش عصف ذهني العديد من القضايا والموضوعات المتعلقة بالإبداع والابتكار في الثقافة والمواهب الوطنية واللغة العربية والهوية والقيم والتلاحم المجتمعي والدبلوماسية الثقافية والعلاقات الدولية والعلوم والتكنولوجيا والتمويل والاستدامة الثقافية ومستقبل الفنون والبنية التحتية والمرافق الثقافية الإماراتية.
وشارك في أعمال الخلوة التي أثمرت عن 17 توصية كل من عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، والدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وحصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، و شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، وعمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الإصطناعي، ومحمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة - ابوظبي - ،و محمد المر رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للغة العربية، والشيخ فاهم القاسمي الرئيس التنفيذي في دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، وعدد من المفكرين والخبراء والمعنيين بمجالات الثقافة والفنون في الدولة.
التعليقات