"شدوا الرحال للأقصى.. زيارة القدس ليست تطبيعا.. لا تتركونا وحدنا داخل ذلك الصراع"... هذا النداء ما إن أطلقه الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، الذي عقد على مدار يومين بالقاهرة، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، حتى انفجرت حالة من الجدل داخل المؤتمر – ولم تنته - بين رموز دينية أيدت الزيارة كوسيلة "لمواجهة الإحتلال" الإسرائيلي، وتأكيدا لعروبة المدينة المقدسة، فيما رفضها الأزهر محذرا من "مفاسد جسيمة وعواقب وخيمة" للزيارة، لاسيما وأن "القدس" لا زال يقبع تحت "إحتلال غاشم".
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الأربعاء) العرب إلى زيارة القدس، وأكد على أن "التواصل العربي مع فلسطين والقدس هو دعم لهويتها".
وقال عباس، في كلمته أمام أعمال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، أمس، إن "القدس بأمس الحاجة لنصرتها والوقوف معها ... والتواصل العربي مع فلسطين والقدس هو دعم لهويتها وليس تطبيعا مع الاحتلال".
دعوة الرئيس الفلسطيني تلقفتها رموزا إسلامية بالترحيب، حيث دعا وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني الشيخ يوسف أدعيس، الأمة العربية والإسلامية أيضا لشد الرحال للصلاة في المسجد الأقصى تأكيدا على عروبة المدينة المقدسة، ورفض اعتبار زيارة القدس تطبيعا مع إسرائيل، مؤكدا أن: "زيارة السجين ليست تطبيعا مع السجان"، ومهما كانت الظروف يجب زيارة القدس مساندة لأهلها وتأكيدا على هويتها العربية الفلسطينية".
كما جدد وزير الأوقاف المصري السابق، وعضو مجلس حكماء المسلمين، وعضو هيئة كبار العلماء، الدكتور محمود حمدي زقزوق، دعوته لزيارة القدس وفلسطين كتعبير ضد الاحتلال الاسرائيلي، لافتا إلى أن دعوته تلك أطلقها منذ 20 عاما، "وهي تعبر عن رأي شخصي ولا تعبر عن رأي الأزهر"، حسب قوله.
ودعت السفيرة المصرية مشيرة خطاب كافة المواطنين العرب الى زيارة القدس للتضامن مع أبناء الشعب الفلسطيني.
لكن دعوات زيارة العرب لـ"القدس" اصطدمت برفض شديد من الأزهر الشريف، وقال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان: "موقفَ الأزهر رافض لزيارة القدس تحت الاحتلال؛ فلا مصلحةَ في الزيارة في ظل الوضع الراهن؛ حيث إن زيارةَ القدس في ظل احتلال غاشم يريد القضاء على كل المعالم الإسلامية والمسيحية والتاريخية والحضارية بالمدينة، تترتب عليها مفاسد جسيمة، ونتائج وخيمة".
وتابع شومان خلال كلمته بالمؤتمر :"إن زيارة القدسِ والصلاةَ في المسجد الأقصى مندوبة شرعا، فالأقصى بالنسبة لنا نحن المسلمين أولى القِبلتين، وثالثُ الحرمين، وأحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها، وهذا هو الحكم العام الذي لا خلاف حوله".
وأضاف :"اختلاف علماء عصرنا في ما يتعلق بزيارة القدس تحت الاحتلال راجع إلى اختلافهم في تقدير المصلحة والمفسدة من هذه الزيارة، فمنهم مَن رأى الزيارة تطبيعا مع الكيان الصهيوني؛ لكون المدينة بما فيها من مقدسات تحت سيطرة الصهاينة، وأن الزيارة ستدعم اقتصادهم من خلال ما ينفقه الزائرون وقت زيارتهم وإقامتهم، وأنها ربما تعطي مبررًا للصهاينة ومَن يقف خلفهم وفي مقدمتهم أمريكا".
وفي محاولة للتوفيق بين الرأيين المؤيد والرافض لزيارة القدس، قال عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، خلال كلمته بالجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر اليوم، إن: زيارة القدس في الوقت الحالي تتطلب بحثا ودراسة، ولا يصح أن تؤخد ببساطة، فلابد من دراسة أبعاد الموضوع، وأن يكون هناك معيار أساسي لها، وهو كيفية تأثير الزيارة على القضية الفلسطينية من عدمها.
ودعا عمرو موسى، المنظمات العربية والإسلامية بـ"دراسة زيارة القدس بشكل جاد"، مشيرا إلى أن هناك "ظلما بينا للشعب الفلسطيني".
التعليقات