الإرهاب والاحتجاجات الإيرانية تتصدر افتتاحيات الصحف الاماراتية

تناولت صحف الإمارات فى افتتاحياتها اليوم الأحد، ملف الإرهاب فى الأعوام المقبلة، والتظاهرات التي اجتاحت عدة مدن إيرانية خلال الأيام القليلة الماضية.

وعنونت صحيفة الاتحاد افتتاحيتها "الإرهاب ملف مفتوح"، وقالت إن ملف الإرهاب سيبقى مفتوحاً في العام 2018، ولن يتم إغلاقه بسهولة في الأعوام القادمة.. ربما تنحسر موجة إرهابية ما، ولكن بالتأكيد ستظهر موجة أو موجات أخرى، خصوصاً أن العالم لم يحسم أمره بعد في هذا الملف، ولم تتوحد رؤيته ولا مواقفه بشأن الإرهاب وسبل مكافحته لافتة الى أن هناك انتقائية واضحة في التعامل مع هذا الموضوع.

وأكدت أن الإمارات ستظل على موقفها الثابت والمبدئي الذي يرى ضرورة توحد مواقف المجتمع الدولي وجهوده بشأن محاربة هذه الآفة الخطيرة والقضاء عليها مشيرة إلى أن الإرهاب لن يتم القضاء عليه إلا من خلال تجفيف منابع تمويله ومواجهة داعميه والمحرضين عليه وحاضنيه والمبررين له والمتعاطفين معه.

وخلصت إلى أن المجتمع الدولي أصبح يعرف تماماً تلك الدول التي تحرض على الإرهاب وتدعمه وتحتضنه، ولم يعد من المقبول أن يستمر التراخي وعدم الاكتراث في مواجهة هذه الدول.. فدولة مثل إيران تدعم الإرهاب علناً، خصوصاً في اليمن، وتحرض وتسلح ميليشيات الخيانة الحوثية من أجل زعزعة استقرار المنطقة.. فمتى نرى التحرك الدولي الموحد ضد آفة الإرهاب؟.

من جانبها قالت صحيفة الوطن، إن الارهاب اللعين ضرب مصر مجددا مستهدفاً كنيسة في منطقة حلوان شمال القاهرة، في اعتداء وحشي جديد يبين حقيقة الظلام والحقد والنهج الذي يعشش في قلوب وعقول هذه الفئات الإرهابية التي باتت تشكل وباء يهدد البشرية جمعاء ولا يستثني أي مكان فيها.

واعتبرت فى افتتاحيتها تحت عنوان "الآفة اللعينة" أن الهجوم الأخير يأتي ضمن مسلسل حاول زعزعة أمن وسلامة مصر منذ أن تم القضاء على تسلط جماعة "الإخوان" الإرهابية وإحباط مراميها بالهيمنة على مصر، وهي العصية على جميع المؤامرات والمكائد، حيث تم استهداف قوى الجيش والأمن والمستشفيات والجوامع والكنائس وغيرها كثير، لأن أعداء مصر يهدفون للفوضى ويحاولون ضرب النسيج الاجتماعي وإحداث الفرقة والشقاق كما يتوهم الإرهاب ومن يعولون عليه.

ولفتت إلى أن الإمارات تؤكد في جميع المناسبات ضرورة القضاء على هذه الآفة، وتعزيز التكاتف والتعاون الدولي لمواجهة هذا التحدي، وهي تدعم مصر الشقيقة وإرادة شعبها للقضاء على الإرهاب واجتثاثه وتجفيف منابعه، خاصة أن من يستهدفون مصر يستهدفون الأمة العربية جمعاء.

وخلصت إلى أن رفض جميع أشكال العنف والتطرف هو سلاح فعال في الطريق لتوحيد الصف العالمي للتعامل مع الخطر الذي تتسبب به سواء أنظمة أو جماعات وتنظيمات إرهابية مدعومة منها.

وحول التظاهرات التي اجتاحت إيران قالت صحيفة البيان ان ما يقرب من أربعة عقود مضت على نظام الملالي في إيران، والشعب الإيراني يعيش في أسوأ حال، بينما يرى ثروات بلاده الكبيرة تذهب للإنفاق على الحروب، وتصدير الثورات وتشكيلات الميليشيات المسلحة الإرهابية في الدول الأخرى ودعمها بأحدث الأسلحة وبالأموال، لتعيث إرهاباً وفساداً وخراباً.

وأضافت فى افتتاحيتها تحت عنوان "هل تتعلم إيران الدرس؟" أنه ليس أدل على ذلك من حزب الله والحوثيين وغيرهم، بينما قرابة نصف الشعب الإيراني تعيش تحت خط الفقر، والطبقة الوسطى في إيران شبه مطحونة أو منعدمة لا وجود لها في الحياة السياسية ولا الثقافية، حيث يفرض حكم الملالي على الشعب الإيراني الثقافة، التي تتفق مع توجهاته وسياساته في الداخل والخارج.

ونبهت إلى أنه فى قرابة أربعة عقود والنظام الحاكم في إيران يهرب من التزاماته تجاه الشعب، ويذهب للإنفاق على التسليح والأنشطة الإرهابية خارج الدولة، وعلى أجهزة أمنه التي يضرب بها المثل في القمع والترويع والإرهاب، وليس لديه حجة سوى أن إيران مستهدفة من أعداء يريدون تدميرها، وتحت هذه الحجة البالية يجبر النظام الشعب الإيراني على الالتفاف حوله والتمسك به، ومن لا يفعل يتهم بالخيانة والعمالة ويلقى المصير المحتوم، لكن للصبر حدود، والانفجار آت لا محالة.

وخلصت إلى القول "وها هي الانتفاضة الشعبية تنطلق هاتفةً ضد الفساد والديكتاتورية، ورغم أساليب القمع الأمنية البشعة فالانتفاضة مستمرة، وتنتشر في العديد من المدن الإيرانية، وقد تكون هذه بداية النهاية، أو تكون الدرس الذي يجب أن يتعلمه نظام الملالي لمراجعة سياساته، ولتغليب مصالح شعبه على مغامراته الخارجية الطائشة".

صحيفة الخليج وتحت عنوان "إيران.. مرجل يغلي" قالت إن التظاهرات التي اجتاحت عدة مدن إيرانية خلال الأيام القليلة الماضية كشفت عن انفصال بين السلطة والسواد الأعظم من الشعب، وغياب الثقة بينهما من جراء عدم وفاء الرئيس حسن روحاني بتعهداته ووعوده خلال الانتخابات التي أوصلته للرئاسة للمرة الثانية.

ونبهت إلى أن هناك فقر مدقع وجوع، وهناك بطالة تتسع وفساد، إضافة إلى عمليات القمع وتكميم الأفواه والاعتقالات والقتل التي تطال كل من يرفع صوته مطالباً بالحرية ولقمة العيش حيث كانت التظاهرات تعبيراً شعبياً عن الحال التي وصلت إليها إيران من خلال الهتافات بسقوط رموز الدولة، من خاتمي إلى المرشد.

واعتبرت أن التظاهرات التي انتهت بجرح العشرات واعتقال المئات حملت عدة رسائل إلى الداخل، مضمونها أن هناك أزمة حقيقية، وأن الشعب لم يعد بمقدوره الصبر أكثر، وأن السياسات الحالية فاشلة، وكذلك أولي الأمر.

وخلصت إلى أن الحراك الشعبي الإيراني ضد السلطة الدينية والعسكرية الحاكمة ليس جديداً، وطالما شهدت المدن الإيرانية تظاهرات تطالب بتحسين ظروف العمل والأجور ووضع حد للبطالة، لكن التظاهرات الأخيرة لها معان خاصة أن المتظاهرين خرجوا عن صمتهم، بعدما فاض الكيل، وأطلقوا هتافات ضد الرئيس والمرشد مباشرة، الأمر الذي حدا بالسلطات إلى اعتبار التظاهرات غير قانونية، والدعوة إلى عدم المشاركة فيها، خشية من تداعياتها واتساعها، وأن تتحول إلى بقعة زيت، أو كرة ثلج متدحرجة يصعب السيطرة عليها.

التعليقات