بدء سريان وقف إطلاق النار في جنوب السودان

بدأ منتصف ليل السبت – الأحد، سريان وقف لإطلاق النار بين حكومة جنوب السودان وعدد من الفصائل المسلحة، في آخر المساعي لإنهاء حرب أهلية مدمرة مستمرة في هذا البلد منذ أربع سنوات.

وكانت الاتحاد الإفريقي أعلن الخميس أن الأطراف المتحاربة وقعت اتفاقا لوقف إطلاق النار أثناء مباحثات السلام في أديس أبابا على أن يسري "اعتبارا من الساعة 00:01 (بتوقيت جنوب السودان) في الرابع والعشرين من ديسمبر 2017".

وتنص الاتفاقية على أن يوقف "كل الأطراف التحركات والعمليات الحربية العدائية"، كما تؤكد أنه يتعين على كافة القوات من "تجمّد عملياتها فورا في مواقعها" وتوقف الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى مواجهة وتطلق سراح المعتقلين السياسيين والنساء والأطفال المخطوفين.

ونال جنوب السودان الاستقلال في 2011 بعد حرب استمرت عقودا بين الانفصاليين الجنوبيين وقوات الخرطوم، ولكن سرعان ما اندلع صراع على السلطة بين الرئيس سالفا كير ونائبه السابق رياك مشار أدى إلى حرب أهلية أواخر 2013.

والجمعة أمر مشار قواته "بوقف كل الأعمال العدائية".

وقال في بيان إن على القوات أن "تبقى في مراكزها وأن تطلق النار فقط دفاعا عن النفس أو لصد أي عدوان" بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وتم توقيع اتفاق سلام في 2015 لكنه انهار في يوليو 2016 عندما أجبرت معارك جديدة في العاصمة جوبا النائب الأول للرئيس على الهرب إلى المنفى.

وإثر ذلك انقسمت المعارضة، وتم تعيين تابان دنج أول نائب للرئيس، فيما استمر فصيل مشار في محاربة القوات الحكومية.

وفيما وضعت المعارك الأولى قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها كير في مواجهة قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، أدى تجدد أعمال العنف إلى ظهور فصائل معارضة مسلحة جديدة.

وامتدت أعمال العنف إلى الإقليم الاستوائي في الجنوب، ما أجبر أكثر من مليون مواطن على النزوح إلى اوغندا المجاورة وجمهورية الكونغو الديمقراطية في ما وصف بأنه اكبر أزمة لاجئين في القارة.

والجولة الأخيرة من محادثات السلام التي وصفتها الأمم المتحدة "بالفرصة الأخيرة" لتحقيق السلام في البلاد، دعت إليها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (ايجاد) لإعادة تفعيل اتفاق 2015.

وتشارك في المحادثات، إضافة إلى حكومة كير وفصيل مشار، ستة فصائل معارضة مسلحة ظهرت بعد يوليو 2016.

وشكّل التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار أول خطوة في المفاوضات التي تشمل جدولا زمنيا "معدّلا وواقعيا" لتنظيم انتخابات.

وكان اتفاق السلام الأول تضمن إجراء انتخابات في أغسطس 2018 وهو موعد اعتبره العديد من المراقبين غير ممكن.

التعليقات