مركز الإمارات للدراسات: انتهى زمن "وعد بلفور" والعالم ينتفض من أجل القدس

أكدت نشرة "أخبار الساعة" ان تحركات العالم الذي انتفض من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه من أجل القدس المحتلة عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل أثبتت ما هو ثابت تاريخيا ودينيا وقانونيا وأخلاقيا وإنسانيا بأن القدس عربية ولم تكن ولن تكون إلا كذلك شاء من شاء وأبى من أبى؛ وأن كل الحجج التي تساق لتبرير هذه الخطوة لم تعد تنطلي على أحد. وقالت النشرة - الصادرة عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان " العالم ينتفض من أجل القدس " - : انتفض العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، من أجل القدس المحتلة التي قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبجرة قلم أن تكون عاصمة لـ "إسرائيل" متجاهلاً التحذيرات الدولية التي سبقت اتخاذه ذلك القرار المشؤوم، وضارباً عرض الحائط بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكل القرارت الصاردة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، وحتى الالتزامات والاتفاقيات التي كانت واشنطن شريكة أو راعية لها والتي كلها تقر وتؤكد بصراحة وبشكل لا لبس به، أن القدس أرض محتلة، بحسب وكالة أنباء الإمارات.  وأضافت " لقد انتفضت فلسطين بأكملها من بحرها إلى نهرها، وكل الشتات في العالم، واجتاحت المظاهرات الغاضبة ليس فقط دول العالمين العربي والإسلامي، بل العالم الغربي بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وإفريقيا وأمريكيا اللاتينية، تعبيراً عن الغضب والاستنكار والرفض لهذا القرار الجائر .. كما جاء اجتماع مجلس الأمن الدولي الطارئ الذي أجمع على رفض هذه الخطوة، ليؤكد مجدداً أن القدس أرض محتلة ولا يمكن أن يتقرر مصيرها بهذا الشكل وبهذه البساطة، وأن العالم لا يمكنه أن يقبل بمثل هذا الخرق الصارخ للقانون الدولي ولقرارت الشرعية الدولية؛ فلم يعد من المقبول لأي أحد أن يعطي ما لا يملك لمن لا يستحق؛ فعصر وعد بلفور الذي كان يسوده منطق القوة والمؤامرات ولى". وقالت ان الحديث عن وجود اليهود في تلك البلاد قبل آلاف السنين لا يمكن أن يقبل على أنه مبرر لمثل هذا القرار؛ فحقائق التاريخ تثبت العكس تماماً؛ وهي تجمع على أن أول من قطن القدس هم العرب الكنعانيون؛ وقد سبق وجودهم هذا أي وجود آخر بآلاف السنين؛ ومن ثم جاء الإسلام وحرر هذه البلاد المقدسة لدى كل أتباع الديانات السماوية من الغزاة؛ وأقام فيها العدل ونشر فيها التسامح؛ وضمن وحمى بشكل قانوي وفعلي ممارسة أتباع كل الأديان السماوية من دون تمييز لشعائرهم الدينية بحرية تامة؛ وبقيت المدينة كذلك حتى جاء الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يقم بضم القدس فقط، برغم كل القرارات التي صدرت رافضة لذلك؛ بل سعى جاهداً على مدار خمسة عقود لطمس هويتها العربية ومعالمها الإسلامية والمسيحية باتباع أبشع الوسائل، حيث تجاوز كل القيم الإنسانية، وهو يحاول بكل السبل اللاقانونية تهجير أهل القدس وهدم بيوتهم وتسكين من جاؤوا من أصقاع العالم مكانهم. وشددت على ان تبرير هذه الخطوة بأنها إقرار لأمر واقع هو الآخر غير مقبول؛ فلو سار هذا المنطق لتشوه كل شيء ولتغيرت الحقائق بكل بساطة؛ ولما كان هناك مبرر أصلاً لوجود قانون وشرعية دولية، ما دام منطق القوة وشريعة الغاب هما اللذان يحكمان، وهما اللذان يقرران مصائر الشعوب وممتلكاتها. وأشارت الى ان هذه التحركات التي عمت العالم، أكدت رفض مثل هذه التبريرات؛ وأظهرت أنه لا يوجد هناك قضية تحظى بمثل هذا الإجماع الدولي الرسمي والشعبي، كما هي قضية القدس؛ ليس لأنها فلسطينية أو عربية أو إسلامية؛ ولكن لأنها: أولاً، قضية عادلة بكل المقاييس القانونية والأخلاقية والإنسانية؛ وثانياً، تمثل رمزاً للسلام ليس فقط في المنطقة وإنما أيضاً في العالم أجمع، ولا يمكن بناء على هذا أن يكون هناك أمن واستقرار إقليمي أو دولي ما دامت القدس محتلة والأقصى مغتصباً وحبيساً؛ وثالثاً، أرض مقدسة لدى كل أتباع الديانات السماوية.  وقالت "اخبار الساعة" ان التحركات العالمية على مختلف مستوياتها، أثبتت أيضا أن القدس أرض محتلة وهي خط أحمر، وأظهرت كذلك : أولاً، أن الأمة العربية والإسلامية وبرغم كل التحديات التي تواجهها، فهي أمة تمتلك الكثير من مقومات نهضتها؛ وهي تملك خيارات كثيرة للدفاع عن نفسها وعن حقوقها ومقدساتها؛ وثانياً، أن الضمير العالمي وبرغم ما انتابه على مدار عقود من سكون ما زال حياً؛ ولكنه يحتاج إلى من يحركه؛ وثالثاً، أن الحق لا يمكن طمسه بالاستكبار أو الإجبار؛ ولا بد له أن ينتصر عاجلاً أو آجلاً؛ وهذا ما تؤكده الوقائع والحقائق وسنن الكون التي أوجدها الله سبحانه وتعالى لتحكم حركة التاريخ؛ وهي سنن لا يمكن لبشر أن يتجاوزها، مهما علا وامتلك من الجبروت.

التعليقات