لطالما اعتبر التسامح فضيلة معنوية لأنّه يجسّد التنوع والقدرة على التعايش، إضافةً إلى التمتع بالحقوق والحريات الشخصية من دون التعدي على حقوق الآخرين وحرياتهم، فالتسامح يشكل الدعامة الأساسية لضمان كرامة الانسان. وتعكس الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا السياق جهود قيادتها الرشيدة في ترسيخ نهج التسامح والعدل والمساواة واحترام الآخر، الذي وضع لبنته الأولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويواصله ويرعاه أصحاب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ونائبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات.
وتعتبر دولة الإمارات مثالاً يحتذى به وحاضنة لقيم التسامح والتعددية الثقافية، حيث يعيش في الدولة أكثر من 200 جنسية من خلفيات ثقافية ودينية مختلفة. وجاءت جائزة الشيخ محمد بن راشد للتسامح لتكرّم الأفراد والمؤسسات الذين يتبنون فكرة التسامح كأسلوب حياة، ويتبعونه بشكل دائم خلال تعاملاتهم سواءً مع الأفراد أم مع الشركات.
وفي هذا الصدد، قال سعادة أحمد المنصوري، الأمين العام لجائزة محمد بن راشد للتسامح: «تقدم هذه الجائزة توجهاً جديداً وحضارياً لطريقة تسويق فكرة التسامح، وتتماشى استراتيجية التسويق التي نتبعها مع مفهوم الحكومة الذكية في دبي. لقد ركزت الجائزة أيضاً على إرساء دعائم التسامح الذي حددتها رؤية سمو الشيخ محمد بن راشد وأهداف حكومة دبي الذكية. وتكرّم الجائزة الشخصيات أو الجهات التي تسهم في نشر مفهوم التسامح في مختلف أنحاء العالم. تبتعد الجائزة وأسلوبها التسويقي عن الطريقة التي يتبعها الإعلام التقليدي، حيث تتبع الجائزة استراتيجية متطورة تواكب علامة دبي الذكية وتوجهٍ يعتمد التركيز على تحويل فكرة التسامح إلى أسلوب حياة وتعامل بين الأفراد والمؤسسات».
يرتبط التسامح بجميع نواحي حياتنا كالأدب والفنون والتعليم والثقافة غيرها من المجالات، وتسعى الجائزة لتوصيل هذا المفهوم بطريقة ذكية تواكب التفكير العميق والذكي للأجيال الصاعدة، وذلك عن طريق قنواتها على مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة. كما يلعب التسامح والتنوع الثقافي دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية، حيث يساهم بشكل كبير في تعزيز السياحة وبناء بيئة استثمارية جاذبة، ولذلك شهدت قطاعات السياحة والتجارة والاستثمار وغيرها نمواً مستمراً خلال العقود الماضية، وذلك لتبني دولة الإمارات منذ تأسيسها القيم الإسلامية السمحة والتي تدعو للتسامح والسلام بين الشعوب وبناء الحضارة الإنسانية.
لا تعد مثل هذه المبادرات غريبةً على دولة الإمارات العربية المتحدة وحكامها وقياداتها وآبائها المؤسسين، حيث تعتبر هذه الجائزة امتداداً لجائزة الشيخ محمد بن راشد للسلام العالمي، التي كانت تسعى لنشر وتشجيع وتكريم إسهامات السلام العالمي من خلال مبادرات إبداعية تركز على القيم الإسلامية وبنظرة عالمية.
وختم سعادة أحمد المنصوري: «لعل آخر هذه المبادرات التي أطلقها سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله كانت تسمية العام 2017 عام الخير، التي تثبت وتعزز الدور الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال العطاء ومساعدة الآخرين حول العالم، دون التفريق في العرق واللون والدين. امتدت أيادي الإمارات الخيرية إلى جميع أنحاء العالم، فإذا نظرنا حولنا سنجد بئراً تحفر أو مدرسةً تشيد أو مستشفى وجامعة ومراكز خيرية تقام بجهود دولة الإمارات».
لقد رسّخت مبادرات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان و صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وباقي حكام الإمارات هذا المفهوم القائم بالأساس على نشر الخير وقيم التسامح والعطاء ورسالة السلام ومواصلة مسيرة زايد الخير إلى العالم أجمع.
التعليقات