باكستان: الحكومة والجيش يتفقان على حل سلمي لأزمة اعتصام "فيض آباد"

قالت وزارة الداخلية الباكستانية اليوم الأحد، إن رئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي، وقائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا، اتفقا على حل أزمة اعتصام "فيض آباد" سلميًا.

ومنذ نحو 3 أسابيع، يعتصم الآلاف في منطقة "فيض آباد" الرابطة بين العاصمة إسلام أباد ومدينة روالبندي، للمطالبة بإقالة وزير العدل زاهد حامد ، بحسب "الأناضول".

وجاء إعلان الوزارة، عقب لقاء جمع عباسي وباجوا، في العاصمة إسلام أباد، كما أعلنت الوزارة، أن القوات شبه العسكرية (تابعة للجيش) ستتولى مهمة التعامل مع المعتصمين.

وانتُدب الجنرال أزهر نافيد حياة، قائد القوات شبه العسكرية في إقليم البنجاب (شمال شرق)، لتولى مهمة فض الاعتصام، الذي أحدث حالة شلل في البلاد منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

ونقلت قناة "دنيا" التليفزيونية المحلية (خاصة) عن مسوؤلين رسميين (لم تسمهم) أن "القوات شبه العسكرية ستتولى مهمة التفاوض مع المحتجين، وفض الاعتصام الذي نظمته جماعة (لبيك يا رسول الله) الدينية".

وأمس، أعلن الجيش الباكستاني "جاهزيته التامة لمساعدة الحكومة الفيدرالية في عملية ضبط الأمن في العاصمة"، بعد تلقيه طلبًا بذلك من وزارة الداخلية.

وفي تصريح للأناضول، قال مسؤول مقرب من رئيس الوزراء الباكستاني، مفضلا عدم ذكر اسمه، إنّ"رئيس الوزراء ناقش مع قائد الجيش في لقائهما الذي استمر نحو ساعتين، التفاوض مجددًا مع المحتجين، بهدف حل الأزمة التي أسفرت عن مقتل 6 أشخاص حتى اللحظة (الأحد 17:00).

ولفت إلى أنّ "معظم وزراء الحكومة نصحوا رئيس الوزراء بتجنب استخدام القوة، كونها قد تصبح أحد مصادر تأجيج أعمال العنف".

وعاد قائد الجيش إلى باكستان، في وقت متأخر من الأمس، بعد قطعه زيارة قصيرة إلى الإمارات.

وعلى صعيد آخر، أفادت هيئة تنظيم الإعلام الإذاعي الباكستاني (بيمرا) وهيئة الاتصالات الباكستانية (بتا)، اليوم الأحد، باستئناف بث جميع القنوات الإخبارية الخاصة التي تم حظرها، على خلفية بدء عملية فض اعتصام "فيض آباد"، علاوة على عودة عمل جميع مواقع التواصل الاجتماعي.

واشتعل فتيل الأزمة في باكستان، عقب بدء القوات الأمنية في فض اعتصام "فيض آباد" وسقوط عشرات المصابين واعتقال ما لايقل عن 150، ما دفع المحتجين إلى التوجه صوب العاصمة، والاحتشاد في عدد أكبر من المدن والشوارع.

وتقول تقارير إعلامية إن المحتجين يفترشون عددًا من مدن إقليمي البنجاب (جنوب)، والسند (جنوب شرق) .

وأمس، أعلنت قوات الأمن الباكستانية، تعليق عملية فض اعتصام جماعة "لبيك يا رسول الله" الدينية، والتي بدأت في وقت سابق اليوم السبت، بعد انتشار أعمال العنف من قبل المتظاهرين المحتجين في شوارع إسلام أباد.

وجاء قرار فض الاعتصام، عقب إصدار المحكمة العليا في إسلام أباد، أول أمس، قرارًا بتصنيف الاعتصام في "فيض آباد" على أنه "عمل إرهابي، ونشاط غير قانوني معاد للدولة".

كما جاء القرار بعد انقضاء المهلة الممنوحة للمعتصمين لإنهاء اعتصامهم، والتي انتهت صباح أمس.

تجدر الإشارة، أن جماعة "لبيك يا رسول الله" المعارضة لأي تغيير في قوانين التجديف الدينية (إزدراء الأديان)، دعت لاعتصام عند جسر "فيض آباد"، لإحداث نوع من الفوضى والشلل المروري، للضغط على الحكومة لدفعها إلى عزل وزير العدل زاهد حامد، من منصبه.

وتتهم الجماعة وزير العدل الحالي بـ"التجديف" عمدا، والإدلاء بعبارات تخالف "حقيقة أن النبي محمد هو خاتم الأنبياء"، وتقديم مشروع قانون يتيح تعديل نصوص قسم "خاتم النبوات" المتعلق بتنظيم القسم البرلماني للمرشحين. 

التعليقات