الرئيس الفرنسي يؤكد وجوب ان تتم المفاوضات حول سوريا برعاية الامم المتحدة وبمشاركة الاطراف المعنية.

أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان المفاوضات حول سوريا يجب ان تتم برعاية الامم المتحدة في الاطار الذي حدد منذ 2012 في جنيف وان تشمل جميع الاطراف المعنية باستثناء المجموعات الاصولية والمتطرفة.

وعبر عن امله في أن يمكن مؤتمر أستانا حول السلام في سوريا المقرر في 23 من الشهر الجاري جميع المعنيين بالملف السوري بالمشاركة في أعماله واجتماعاته.

واعتبر الرئيس الفرنسي - في لقاء اليوم مع السلك الدبلوماسي الفرنسي المعتمد في الخارج بمناسبة السنة الجديدة - ان استمرار الازمة السورية لمدة تصل لستة أعوام هو بمثابة فشل أخلاقي وسياسي للمجتمع الدولي ..معبرا عن قناعته بان المجتمع الدولي لو كان تدخل عام 2013 حين استخدم النظام السوري أسلحة كيماوية ضد شعبه لما كانت الخسائر المسجلة اليوم في سوريا وصلت إلى هذه الدرجة.

وأكد هولاند ان المجتمع الدولي كان عليه أن يقوم بدور في معاقبة النظام السوري حينها ..موضحا أن بلاده كانت جاهزة ومستعدة للمشاركة في التدخل العسكري ضد النظام السوري وتفادي الأسوأ الذي حدده في تمدد تنظيم داعش الإرهابي واتساع أعداد النازحين و اللاجئين السوريين و كذلك تدمير التراث الإنساني غير المادي في سوريا.

وجدد الرئيس الفرنسي رفضه لأي مبادرة حوار مع نظام بشار الأسد معللا ذلك بالقول إنه لا يمكننا البحث عن حل مع من كان هو المشكلة وأن الذين يطالبون بالحديث إلى بشار الأسد هم أنفسهم كانوا يطلبون تنحيته عام 2011 .

وبخصوص الوضع في العراق أكد الرئيس هولاند أن تنظيم داعش الإرهابي كان ينوي أن يجعل من مدينة الموصل عاصمة لدولة خلافته المزعومة وهذا كان سببا من بين أسباب انضمام فرنسا للحملة العسكرية التي يخوضها التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق.

ولفت إلى أن جهود قوات التحالف الدولي وتنسيقها مع القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية على الأرض مكنت من دحر التنظيم الإرهابي من مناطق واسعة كان يحتلها في العراق.

وأكد الرئيس هولاند ان زيارته الميدانية الأخيرة للعراق مكنته من استخلاص أنه بفضل الجهود العسكرية للقوات العراقية و قوات البشمركة الكردية و التحالف الدولي فإن عملية طرد تنظيم داعش الإرهابي من كامل مدينة الموصل سيتحقق قبل الصيف المقبل.

غير أن هولاند اعتبر أن الحرب التي يخوضها التحالف الدولي والقوات العراقية حاليا في الموصل ضد التنظيم الإرهابي لا يجب أن تقتصر فقط على المدينة العراقية ..داعيا إلى وضع اللبنات الأولى لإطلاق عملية عسكرية مماثلة في مدينة الرقة معقل التنظيم الإرهابي في سوريا لطرده منها مؤكدا ان معظم الاعتداءات الإرهابية التي ضربت فرنسا أو مناطق أخرى في أوروبا جرى التخطيط لها من قبل تنظيم داعش في مدينة الرقة بسوريا.

وبحسب الرئيس الفرنسي فإن انخراط فرنسا في الجهود الدولية ضد تنظيم داعش من أجل القضاء عليه لا يعود فقط للخطر الذي يشكله هذا التنظيم الإرهابي على أمن واستقرار المنطقة بل أيضا للخطر الذي بات يشكله على كل القارة الأوروبية.

التعليقات