عرض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الأحد، وساطته في الخلاف حول بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد، بعد سنوات من البناء الصيني على جزر في المياه المتنازع عليها.
وجازف ترامب بعرضه المفاجئ إقحام نفسه في الخلاف المستمر منذ عقود، بإثارة رد حاد من الصين التي أكدت مرارا، أن الولايات المتحدة لا دور لها في ما تصر على إنه سلسلة من الخلافات الثنائية، وفقًا لما نشرته وكالة أ.ف.ب الفرنسية.
وقال ترامب للرئيس الفيتنامي، تران داي كوانغ في هانوي، خلال زيارة الدولة التي قام بها: "ان كان بإمكاني المساعدة في التوسط أو التحكيم فرجاء أبلغوني بذلك (...) أنا وسيط جيد جدا".
وجاءت تعليقات ترامب، قبل بدء الرئيس الصيني شي جينبينغ بدوره في هانوي زيارة دولة إلى فيتنام.
وتؤكد الصين حقها في السيادة شبه الكاملة على هذا البحر الحيوي، الذي يشكل معبرا للشحن التجاري الذي يبلغ معدله خمسة تريليونات سنويا، كما يعتقد انه يختزن احتياطات كبيرة من النفط والغاز.
وتطالب كل من فيتنام وتايوان والفيليبين وبروناي وماليزيا كذلك بالسيادة على أجزاء من بحر الصين الجنوبي في خلاف لطالما اعتبر شرارة محتملة للنزاع في آسيا.
وكانت فيتنام تسعى منذ زمن للحصول على دعم الولايات المتحدة في هذا الملف، وسط عجزها والدول الأخرى عن منع أنشطة الصين في السنوات الأخيرة، لترسيخ مطالبها السيادية عبر بناء جزر اصطناعية في مواقع متنازع عليها، ويمكن استخدام تلك الجزر بمثابة قواعد عسكرية، فيما يخشى عدد من الدول المتنازعة من فرض الصين سيطرتها على المياه حكم الواقع.
وتصاعد التوتر في العام الجاري، بعدما علقت هانوي مشروعا للتنقيب عن النفط في منطقة قبالة شواطئها تطالب بكين بالسيادة عليها، ووردت معلومات انها تعرضت لضغوط جارتها الشيوعية العملاقة.
وتفاقم التوتر بين فيتنام والصين، بسبب السيادة البحر في 2014، عندما ثبتت بكين منصة نفطية في مياه تطالب بها هانوي، وتسببت تلك الخطوة بأسابيع من التظاهرات الدامية المعادية للصين في انحاء فيتنام.
وقدم ترامب عرضه قبل مغادرته الى العاصمة الفيليبينية، حيث يشارك في قمة إقليمية أخرى. ولم يلق عرض ترامب قبولا فوريا في الفيليبين التي سعت تحت حكم الرئيس رودريغو دوتيرتي إلى تخفيف حدة التوتر مع الصين، بشأن هذا الملف لصالح تحسين العلاقات الاقتصادية الثنائية.
وصرح وزير الخارجية الفيليبيني آلان بيتر كايتانو، ردا على سؤال حول عرض ترامب: "نشكره على ذلك.. انه عرض سخي جدا لأنه وسيط جيد.. فهو المعلم في فن إبرام الصفقة".
وتابع "لكن بالطبع يعود إلى الدول ذات المطالب، ان ترد بشكل جماعي أو منفرد، ولا يجوز لبلد وحده ان يرد فورا لأن الوساطة تعني الدول المطالبة وغيرها كذلك".
وأكد دوتيرتي، إنه بحث الخلاف مع شي أثناء لقائهما على هامش قمة دول "التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا المحيط الهادئ" في مدينة دانانغ الفيتنامية السبت.
وصرح دوتيرتي للصحافيين، بعد عودته إلى مانيلا أن الرئيس الصيني: "طمأننا مجددا وقال لا تقلقوا لديكم حقوق المرور الآمن كافة. وهذا سينطبق على جميع الدول"، لكن هذا التصريح يستند على ما يبدو الى فرضية سيطرة الصين على المياه وإمكانية ان تجيز للدول الأخرى عبورها.
ويتوقع أن تعلن دول آسيان والصين الإثنين من مانيلا الاتفاق على بدء محادثات على مدونة سلوك للبحر.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الفيليبينية روبيسبيار بوليفار للصحافين في الأسبوع الماضى، ان رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ سيروج للاتفاق على إنه اختراق مهم، لكن المحادثات لن تبدأ قبل "العام المقبل" ولن يكون اي اتفاق تنتجه ملزما قانونيا، على ما طالبت الصين بإلحاح.
ورغم ضغوط فيتنام من أجل مدونة سلوك ملزمة قانونا، أدى اذعان الفيليبين للمطلب الصيني إلى اتفاق لدول آسيان في آب/أغسطس أنها لن تتمتع بقوة قانونية، ووافقت الصين في 2002 على بدء محادثات حول مدونة السلوك، لكنها واصلت إرجاء عقدها مع استمرار استراتيجيتها التوسعية.
التعليقات