أقول لشعب إسرائيل

أقول لشعب إسرائيل

عبدالمحسن سلامة

اختار الرئيس عبدالفتاح السيسى مخاطبة الشعب الإسرائيلى مباشرة أمام العالم فى قمة شرم الشيخ للسلام، لأن الشعوب هى التى تدفع الثمن، وتعاني، وتتحمل كل تبعات الحروب والأزمات.

خاطبهم الرئيس قائلا «لنجعل هذه اللحظة التاريخية بداية جديدة لحياة تسودها العدالة والتعايش السلمى.. دعونا نتطلع سويا لمستقبل أفضل لأبناء بلادنا معا.. مدوا أيديكم لنتعاون فى تحقيق السلام العادل والدائم لجميع شعوب المنطقة».

للأسف الشديد تمكن التطرف من قطاع كبير من الشعب الإسرائيلي، وأصبح هذا القطاع اليمينى العنصرى مهووسا بالتطرف، والإرهاب، والعنف الدينى المستمد من الأساطير الدينية المحرفة، مثلما فعل نيتانياهو أثناء خطابه فى الكنيست أمس الأول أمام الرئيس الأمريكى ترامب حينما استغل التوراة، والتفاسير المغلوطة ليبرر الاعتداء على سيادة الشعوب، والتوسع على حقوق الغير، والقتل والإرهاب فى كل مكان.

رغم حالة الهوس التى تسيطر على اليمين الإسرائيلى المتطرف والتى تشبه إلى حد كبير حالات الهوس والإرهاب لدى داعش، والقاعدة، والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، فلايزال هناك قطاع من الشعب الإسرائيلى يؤمن بالتعايش، والسلام، وضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.

هذا التيار المعتدل كان موجودا أيضا فى الكنيست الإسرائيلى أمس الأول حينما وقف عضوا الكنيست الإسرائيلى عوفير كاسيف، وأيمن عودة وصرخا بأعلى صوتهما مطالبين بالاعتراف بدولة فلسطين فى مشهد نادر داخل الكنيست.

عوفير كاسيف سياسى يهودى وأكاديمى إسرائيلى يعارض بجرأة سياسات الاحتلال والتوسع على حساب الفلسطينيين، وكذلك أيمن عودة رئيس قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.

عوفير وعودة ليسا وحدهما، وإنما هناك تيار عاقل لايزال موجودا داخل إسرائيل يؤمن بالسلام والعدالة والمساواة.

من هنا جاءت مخاطبة الرئيس عبد الفتاح السيسى للشعب الإسرائيلى من مدينة السلام، ومن منبر قمة سلام شرم الشيخ أمام العالم كله لتحقيق الأمن والسلام لكل شعوب المنطقة من خلال الاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة.. دولة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، فى سلام وأمن واعتراف متبادل، ولابديل عن ذلك.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات