القضية أم الفصائل؟

القضية أم الفصائل؟

عبدالمحسن سلامة

تعيش القضية الفلسطينية فترة من أسوأ فتراتها التاريخية منذ نكبة 1948 حتى الآن.

جرت مياه كثيرة، ودماء أكثر فى نهر القضية الفلسطينية منذ عام 1948، وربما يكون عدد الضحايا من الشعب الفلسطينى على مدى 77 عاما حتى الآن هو الأكبر فى ضحايا قضايا الاستقلال والتحرر لشعوب العالم.

منذ السابع من أكتوبر فى العام قبل الماضى أى منذ نحو عامين تقريبا ارتفع عدد الضحايا (شهداء ومصابين) إلى نحو 300 ألف مواطن إلى جانب تشريد أكثر من مليونى فلسطينى يهيمون على وجوههم من مكان إلى مكان بحثا عن الامان المفقود، وحلم الحصول على جوال طحين أو جركن مياه.

لم يعرف الفلسطينيون فى قطاع غزة منذ نحو عامين النوم الهادئ ، ونسى التلاميذ والطلاب الطريق إلى المدارس والجامعات بعد أن أصبحت ركاما أو مأوى لآلاف الأسر الباحثين عن حجرة ينامون فيها ساعات قليلة.

إسرائيل تقوم الآن بتدمير المدمر بحسب تعبير رئيس أمريكا الأسبق باراك أوباما، حيث لم يعد هناك مكان لم يتم تدميره، وإنما تقوم بإعادة تدمير ماتبقى من بقايا التدمير السابق.

هذا هو الموقف فى قطاع غزة الآن، ووسط هذا كله أطلق الرئيس الأمريكى ترامب خطته المثيرة للجدل .

طوال 77 عاما تم طرح العديد من المبادرات بما فيها قرار تقسيم فلسطين رقم 181 الذى صدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 ، وللاسف قامت دولة إسرائيل بناء على هذا القرار، ولم يتم إنشاء الدولة الفلسطينية، التى لو قامت فى هذا التوقيت لكان لها شأن آخر، وربما اختلفت الأمور تماما .

بعد ذلك وبعد هزيمة 67 صدر قرار مجلس الأمن رقم 242 بتاريخ 22 نوفمبر 1967 الذى تضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى التى احتلتها فى تلك الحرب، وإقرار مبادئ سلام عادل ودائم فى الشرق الأوسط.

ثم كانت المبادرة الأهم من الرئيس الراحل أنور السادات الذى كان حريصا على إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية لكن أصحاب الشأن من الفصائل الفلسطينية رفضوا التعاون مع تلك المقترحات حينها .

الآن هناك خطة طرحها الرئيس الأمريكى ترامب، وهى ليست الأفضل على الإطلاق، وهى «الشراب المر» كما يقولون لكن ميزتها أنها توقف الإبادة والقتل لما تبقى من الشعب الفلسطينى فى غزة، وتعرقل مشاريع التهجير الإسرائيلية كما كان يخطط نيتانياهو وعصابته، فهل تقبل حماس أم تستمر تلك الأوضاع المأساوية؟!

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات