للمرة السادسة ترفض أمريكا وقف الحرب فى غزة، وتستخدم «الفيتو» ضد مبادئ الإنسانية، وحقوق الإنسان، وترفض منع الإبادة الجماعية، وتهين العالم العربى كله من المحيط إلى الخليج، بل إنها تبصق فى وجه العالم كله بعد أن اتحد كل أعضاء مجلس الأمن (14 عضواً) بما فيهم روسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا لصالح التصويت على قرار يوم الخميس الماضى بوقف دائم وفورى، وغير مشروط، لإطلاق النار فى غزة، ومطالبة إسرائيل برفع جميع القيود المفروضة على إيصال المساعدات إلى غزة.
الأعضاء العشرة المنتخبون صاغوا القرار، ووافق عليه 4 أعضاء من الأعضاء الدائمين، دون تحفظ أو حتى امتناع عن التصويت، إلا أنه وللمرة السادسة، أصرت أمريكا على أن «تبصق» فى وجه العالم كله، ورفعت المندوبة الأمريكية مورجان اورتاجوس يدها ليتحول مشروع القرار إلى هباء منثور، ومجرد حبر على ورق، وينتهى المجلس كما بدأ دون أى قرار.
هذه هى المرة السادسة التى تستخدم فيها أمريكا حق النقض فى مجلس الأمن ضد قرارات وقف الحرب على مدى عامين منذ إندلاع تلك الحرب اللعينة فى أكتوبر 2023.
إسرائيل الآن تحرق غزة بكل ما تحمله الألفاظ من معان فى مشاهد لم يكن أحد يتخيلها أو يحلم بها فى أسوأ الكوابيس، وهى مشاهد تعيد البشرية إلى عصور سحيقة لم يكن أحد يتخيل العودة إليها مرة أخرى.
خدعت إسرائيل العالم بالادعاء كذباً برغبتها فى السلام والتعايش، وهاهى تعود بالعالم إلى عصور «البربرية» و«الظلامية»، بعد أن ظهر الوجه الحقيقى للساسة الإسرائيليين المغموس فى التطرف، والإرهاب، والمستند إلى الخرافات الدينية، والعنصرية السياسية.
المشكلة الآن تكمن فى الإدارة الأمريكية التى تدعم إسرائيل بشكل كامل وغير مسبوق، وتوفر لهم كل سبل الحماية فى الإفلات من العقوبات الدولية، أو حتى الإلتزام بمواثيق الشرعية الدولية.
لا تزال الأصوات العالمية المناهضة للإرهاب الإسرائيلى «خجولة»، و«متفرقة»، والعالم العربى صاحب القضية غائبا عن الوعى يغط فى نوم عميق وتلك هى ام المشكلات.
التعليقات