منتهى «السفالة»!

منتهى «السفالة»!

عبدالمحسن سلامة

لا أجد تعبيرا أقل حدة من ذلك التعبير لوصف ما حدث أمس الأول من اعتداء غادر قام به الجيش الإسرائيلي، والاعتداء على سيادة دولة قطر الشقيقة أثناء محاولة استهداف قيادات حركة حماس بالدوحة خلال اجتماع لمناقشة المقترح الأمريكى حول غزة للأسباب التالية:

أولا: أن الاعتداء الذى حدث هو اعتداء مباشر على دولة قطر الشقيقة وسيادتها واستقلالها، لأن الاعتداء وقع على أراضيها، وليس فى مكان آخر.

ثانيا: قطر وسيط فى العديد من الأزمات الدولية، وشريك مصر فى التفاوض حول أزمة غزة، ولا يمكن أن يكون هناك شيء آخر سوى احترام الوسيط وتقدير جهوده، وليس الاعتداء على سيادته، والعدوان على أراضيه.

ثالثا: قطر دولة حليفة ومقربة جدا من الولايات المتحدة الأمريكية، وتقع على أراضيها قاعدة «العديد»، وهى واحدة من أكبر القواعد الأمريكية خارج الأراضى الأمريكية، كما أن الإدارة الأمريكية تعترف دائما بجهود قطر فى الوساطة المدعومة أمريكيا سواء فى أفغانستان أو غزة، أو بعض المناطق الأخري.

رابعا: لايمكن بحال من الأحوال فى الأعراف السياسية الدولية استهداف «وفد مفاوض» حتى لو أن ذلك الوفد ذهب بقدميه إلى الدولة العدو، فلا يمكن قتله أو حتى احتجازه، وذلك منذ أيام الجاهلية الأولى حتى الآن، حيث كانت الوفود تقوم بزيارة الدول الأعداء وتسليمها شروط وطلبات التفاوض المرسلة معهم دون المساس بهم، رغم أن تلك الشروط قد تكون مرفوضة تماما، لكن يتم الرد عليها، وليس قتل الوفد المفاوض أو حتى احتجازه.

خامسا: قطر دولة خليجية تخضع لنظام الأمن والدفاع المرتبط بمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتالى فإن الاعتداء على قطر هو اعتداء على كل دول مجلس التعاون الخليجى.

لكل هذا فإن ما حدث من اعتداء إسرائيلى على قطر يجب ألا يمر مرور الكرام لأنه ربما يكون بداية تستتبعها اعتداءات متتالية وخطيرة.

أيضا لابد من التوقف أمام ردود الفعل الأمريكية التى لم تدن الاعتداء الإسرائيلى على قطر، واكتفت بالكلام «المعسول» حول العلاقات الأمريكية القطرية، ورفضت حتى مجرد إدانة هذا الاعتداء الخطير وغير المسبوق، رغم أنها كانت تعلم بوقوع الاعتداء وربما شاركت فيه.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات