حميدتى: «نيتانياهو» السودان

حميدتى: «نيتانياهو» السودان

عبدالمحسن سلامة

لا يقل محمد حمدان دقلو الشهير بـ «حميدتى» خطورة فى السودان عن نيتانياهو فى غزة، فهو يقوم بنفس دور مجرم الحرب فى السودان من قتل، وتخريب، وتدمير لكل منشآت الدولة الوطنية.

قام باحتلال الخرطوم فترة وتركها «خرابة» ينعق فيها البوم بعد تحريرها من الجيش السودانى فهو لا يضع يده على منطقة إلا ويقوم بتخريبها وتدميرها، وقتل رجالها وشبابها، واغتصاب نسائها، ونهب وسلب ممتلكاتها، فى أبشع صور الحروب الأهلية الجاهلية دموية ومأساوية.

فجأة استيقظ حميدتى ليقوم بما هو أخطر وأبشع حينما قام بتأدية اليمين الدستورية فى مشهد تمثيلى فاشل رئيساً للمجلس الرئاسى فى السودان فى الأسبوع الماضى فى بلدة "نيالا" عاصمة ولاية جنوب دارفور التى يسيطر عليها منذ يوليو الماضي.

لكى تكتمل المهزلة قام بتعيين رئيس لحكومة انتقالية من طرفه، وتعيين نائب لرئيس مجلس رئاسى ثان لتكتمل مأساة السودان، ويصبح فيها رئيسان, ومجلسان رئاسيان، ورئيسان للحكومة.

الآن يعيش الملايين من أبناء الشعب السودانى تحت الحصار فى ولاية شمال دارفور منذ أكثر من عام، وتشهد مدينة الفاشر عاصمة الولاية قتالاً دامياً، واقتحامات متكررة، وكرا وفرا بين قوات الجيش السودانى، وميليشيات الدعم السريع المدعومة بالمرتزقة الأجانب، مما أدى إلى مقتل الآلاف، وتشريد الملايين فى أكثر المشاهد العبثية الدموية السودانية.

فى تصورى أن حميدتى ربما يكون أخطر على السودان من نيتانياهو فى فلسطين لأن نيتانياهو عدو ظاهر أما حميدتى فهو عدو خفى على السودان، ووحدته، وشعبه.

هكذا كانت كل بدايات التقسيم والخراب فى العالم العربى، وكذلك كانت البداية فى غزة حينما انفصلت حماس فى غزة فى عام 2007، والآن يتكرر نفس السيناريو فى اليمن والصومال وسوريا, وإن اختلفت الأشكال بسبب غياب الوعى لدى الشعوب العربية للأسف الشديد التى تسعى دائماً وراء المجهول والسراب والخراب.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات