الحرب والجامعة العربية!

الحرب والجامعة العربية!

عبدالمحسن سلامة

تطرقت المناقشات مع وزير الإرشاد القومي (الإعلام) محمد فايق في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى الأحداث الجارية في المنطقة والحرب على غزة والموقف المصري من تلك الأحداث.

ثمن وزير الإعلام الأسبق الموقف المصري الحالي، مشيرا إلى حكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الإطار، وبراعته في عدم التفريط تجاه الحقوق الفلسطينية المشروعة، ورفضه القوي لمخطط التهجير الشيطاني الإسرائيلي المدعوم أمريكيا، والذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

رفض محمد فايق الدعوات المتهورة لتوريط مصر في حرب ضد إسرائيل في الوقت الراهن، مشيرا إلى أنه يرفض تماما تلك الدعوات ، لأن أمريكا هي التي تحارب، وليست إسرائيل، ومن العبث الجري وراء مثل هذه الدعوات المشبوهة، مطالبا بتفعيل دور الجامعة العربية في تلك المرحلة والتي لا بديل عنها للتصدي للمخططات الشيطانية الحالية التي تكاد تعصف بالمنطقة.

على الجانب الآخر يرفض دعوات الاتفاقات الإبراهيمية المشبوهة التي تستهدف التطبيع المجاني مع إسرائيل، حيث تستهدف هذه الدعوات خدمة المخططات التوسعية للكيان الصهيوني دون أي فوائد للعالم العربي، وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

قلت له: لماذا تقبل مبادرة روجرز، وفي نفس الوقت مازلت ترفض اتفاقية كامب ديفيد؟

أجاب: مبادرة روجرز طرحتها الولايات المتحدة لوقف القتال بعد تفوق مصر في حرب الاستنزاف، ونجاح مصر في تكبيد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في المعدات، وخسائر بشرية يومية، تمهيدا لتنفيذ القرار 242 الخاص بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من كل الأراضي العربية المحتلة، لكن إسرائيل هي التي خالفت قواعد المبادرة، وبالتالي رفضت مصر تمديد وقف إطلاق النار، أما اتفاقية كامب ديفيد فقد كانت إحدى أسباب شق الصف العربي من وجهة نظره.

اختلفت مع وزير الإعلام الأسبق في هذه القضية موضحا أن الزمن أكد صدق رؤية الرئيس الراحل أنور السادات بعد أن نجح في تحرير كامل التراب المصري بالحرب تارة، وبالسلام تارة أخرى، وهو ما لم يتحقق في الدول العربية الأخرى التي رفضت مبادرة السادات.

عموما ميزة الوزير محمد فايق أنه واسع الأفق، له قدرة هائلة على إدارة مساحات الاتفاق والاختلاف بهدوء، وسعة صدر في النقاشات العامة حول الأحداث السابقة أو القضايا الحالية.

في نهاية اللقاء أهداني مذكراته الرائعة «مسيرة تحرر» التي عكفت على قراءتها بشغف هائل، وربما أعود إليها لاحقا بعد ذلك إن شاء الله.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات