مشاهد لايمكن لأى صاحب عقل أو ضمير أن يتحملها، وهو يرى أطفال غزة يقضون كل أوقاتهم أمام صهاريج المياه المتنقلة من أجل «جركن» مياه نظيفة، وما بين أماكن مساعدات محدودة من أجل كيس طحين أو «مغرفة» طعام ساخن.
الأكثر بشاعة انهم معرضون للقتل فى طوابير المياه وكذلك طوابير الغذاء، حيث يتم قتلهم بوحشية وبشاعة دون الالتزام بالحدود الدنيا من القواعد الأخلاقية أو الإنسانية أو حتى مراعاة تلك القواعد التى تفرضها جمعيات البيئة أو حقوق الحيوانات على صائدى الطيور والحيوانات فى الغابات والأماكن المفتوحة.
تخلى الجيش الإسرائيلى عن كل القواعد الإنسانية والأخلاقية وأصبح مدمنا للقتل والعنف وإسالة الدماء بشكل غير مسبوق فى التاريخ الإنسانى.
نسى المواطن الفلسطينى التعليم، والعمل، والراحة، والنوم، وأصبح كل يومه مشغول بالبحث عن المياه والطعام فى واحدة من أسوأ حروب «التعطيش» و«التجويع» على مدار التاريخ.
كانت البداية فى منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ إندلاع الحرب فى أكتوبر من العام قبل الماضي، ثم إنشاء مناطق للمساعدات تحت مسمى مؤسسة غزة الإنسانية لكنها تحولت إلى مؤسسة لقتل المنتظرين فى طوابير المساعدات، والآن أتجه الجيش الإسرائيلى إلى قتل النساء والأطفال المنتظرين أمام «فناطيس» توزيع المياه.
يوم الأثنين الماضى تم قتل 8 فلسطينيين وإصابة 16 آخرين معظمهم من الأطفال بعد استهدافهم أثناء تواجدهم فى نقطة توزيع مياه منطقة المخيم الجديد شمال غربى مخيم النصيرات.
عدد القتلى الفلسطينيين يلامس ال 60 ألفاً حتى الآن بالإضافة إلى نحو 140 ألفاً من المصابين بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المفقودين والمدفونين تحت أنقاض المنازل.
نحو 17 شهرا حتى الآن، وسكان غزة لايعرفون طعم الراحة، أو النوم، أو الأمن أو الأمان، ولاتزال المجازر مستمرة يومياً، ووصل متوسط اليوم من الضحايا إلى نحو 100 شهيد واضعاف هذا العدد من المصابين، بدعم أمريكى مباشر لرئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو وحكومته المتطرفة، وفى نفس الوقت تتحدث امريكا عن أضغاث أحلام فى السلام ووقف إطلاق النار.
التعليقات