اقامت سفارة رواندا بالقاهرة احتفالية بمناسبة الذكرى الـ 31 علي تحريرها ، المعروف بـ "كويبوهورا" بحضور وزير الري والموارد المائية الدكتور هاني سويلم و اعضاء السلك الدبلوماسي وعدد من المسئولين و رجال الاعمال لتكريم اللحظة الحاسمة في تاريخ رواندا عندما خرجت من أهوال الإبادة الجماعية ضد التوتسي في عام 1994. تحت قيادة فخامة الرئيس بول كاغامي، أوقفت الجبهة الوطنية الرواندية الإبادة الجماعية ووضعت الأساس لدولة جديدة تقوم على الوحدة والعدالة والمرونة.
و اكد دان مونيوزا سفير رواندا بالقاهرة علي الاهمية التاريخية ليوم التحرير، مؤكدًا على معناه التحويلي الذي يتجاوز الانتصار العسكري. قائلا: "لم يكن التحرير مجرد نهاية حرب، بل كان بداية رؤية جديدة و التزام بعدم العودة إلى الانقسامات القبلية والكراهية واليأس. لقد كان وعدًا ببناء دولة يمكن لجميع الروانديين، بغض النظر عن خلفيتهم، العيش فيها بكرامة وسلام واحترام متبادل".
وأثنى السفير مونيوزا أيضًا على التضامن المستمر من مصر لرواندا: "أود أن أثني على حكومة وشعب جمهورية مصر العربية على الدعم الثابت لرواندا في رحلتها نحو التحول".
منذ التحرير، خضعت رواندا لتحول ملحوظ. من إعادة بناء المؤسسات الوطنية إلى تمكين الشباب والنساء، والاستثمار في الرعاية الصحية والتعليم، وإنشاء اقتصاد مزدهر مدفوع بالابتكار، أصبحت رواندا اليوم نموذجًا للمرونة والتنمية المستدامة. حافظت البلاد على نمو اقتصادي قوي - بمتوسط 7 إلى 8 في المائة سنويًا على مدى العقود الثلاثة الماضية - وهي مصنفة من بين أفضل الدول الأفريقية لسهولة ممارسة الأعمال التجارية.
و تطرق السفير أيضًا إلى التحديات الإقليمية المتعلقة بالسلام والأمن، ولا سيما استمرار عدم الاستقرار في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأثنى على اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه مؤخرًا بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في واشنطن ، وأكد من جديد التزام رواندا بالسلام الدائم في منطقة البحيرات الكبرى. وقال مونيوزا : "دعونا نجعل من هذه الذكرى الـ 31 ليوم التحرير تذكيرًا بأنه حتى من الالم الشديد، يمكن أن يكون هناك نهوض و امل بأنه مع قيادة ذكية وشعب يعمل بجد، ووحدة وهدف، يمكن لأمة أن تنهض من المأساة إلى الازدهار"،
و تضمن الاحتفال عرض فلكلوري رواندي و تم استعراض لإمكانات رواندا السياحية والاستثمارية لاستكشاف وجهات رواندا الخلابة من تتبع الغوريلا الجبلية في حديقة البراكين الوطنية إلى رحلات سفاري الخمسة الكبار في أكاغيرا.
و اختتمت الأمسية بكلمة للدكتور هاني سويلم وزير الري و الموارد المائية أشاد فيها بمسيرة رواندا التنموية على مدى العقود الثلاثة الماضية. وقال الوزير سويلم: "التقدم الاستثنائي الذي أحرزته رواندا على مدى السنوات الثلاثين الماضية هو انعكاس حقيقي لروية القيادة و الارادة الشعبية والمصالحة الوطنية.
واضاف ان مصر ورواندا لا تتشارك فقط في مياه النيل، ولكن أيضًا في صداقة عميقة الجذور ورؤية مشتركة للتنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي. شراكتنا تعكس تعاونًا هادفًا في مجالات مثل إدارة المياه، والتعليم، والصحة، وبناء القدرات.
واشار الي انه خلال زيارته إلى رواندا في يناير 2025، التقي وزير البيئة، الدكتور فالنتاين أوواماريا، و بحث معه سبل تعزيز التعاون في مجال إدارة المياه والري. ولزيادة تعزيز هذه الرابطة. و كشف عن ان البلدين بصدد التوقيع على مذكرة تفاهم لادارة المائية في رواندا"، مع التركيز على حماية المستجمعات المائية، وحفر آبار المياه الجوفية، وجمع مياه الأمطار، وبناء القدرات. و يهدف هذا المشروع إلى تحسين الوصول إلى المياه الآمنة والموثوقة للمجتمعات المحلية، وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، وزيادة القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ.
و اضاف تماشيًا مع التزامنا الثابت ببناء القدرات، تنظم مصر سنويًا العديد من برامج التدريب التي تغطي مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بالموارد المائية والري، والتي تستضيفها المركز الأفريقي للمياه والتكيف مع المناخ (PACWA). أنا واثق من أن المشاركين الروانديين قد اكتسبوا بالفعل خبرة قيمة من خلال هذه البرامج وسيستمرون في الاستفادة أكثر مع تقدم مشاريع التعاون الثنائي لدينا.
وشدد على التعاون المتنامي بين رواندا ومصر، مشيرًا إلى رؤيتهما المشتركة للاستقرار الإقليمي والتنمية وأثنى الوزير سويلم أيضًا على دور رواندا النشط في دبلوماسية المياه الإقليمية من خلال مبادرة حوض النيل، لافتا الي مشاركة رواندا البناءة في اللجنة الاستشارية لمبادرة حوض النيل والتزامها بالشمول والتوافق داخل الإطار.
وأشار إلى أن مصر التزمت بمبلغ 100 مليون دولار من خلال آلية التمويل الجماعي الإقليمي لدعم مشاريع المياه الوطنية والعابرة للحدود في حوض النيل، مما يدل على التزامها بالتنمية المستدامة في جميع أنحاء المنطقة. وأكد كلا الزعيمين من جديد أهمية الدعم المتبادل والتعاون في مواجهة التحديات القارية والنهوض بخطة التنمية الأفريقية.
التعليقات