حينما يتحدث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. شيخ الأزهر الشريف، فلابد أن يستمع العالم كله إليه لأنه لا يمثل شخصه، وإنما يمثل الأمة الإسلامية بكاملها.
أمس الأول الجمعة أدان شيخ الأزهر العدوان الإسرائيلى الغاشم على دولة إيران، واصفا ما يحدث بأنه «اعتداءات ممنهجة، وعربدة متواصلة» تهدف إلى جر المنطقة بكاملها إلى حافة الانفجار، وحرب شاملة لا رابح فيها إلا تجار الدماء والسلاح، مؤكدا أن صمت المجتمع الدولى بمنزلة شراكة فى العدوان بما يؤدى فى النهاية إلى تهديد العالم بأسره لأن الحرب لا يمكن أن تخلق سلاما.
للأسف البعض يخلط الأمور محاولا تقسيم العالم الإسلامى إلى «سني» و«شيعي»، وربما يكون ذلك أحد الأخطاء القاتلة للنظام الإيرانى الحالى الذى حاول تغذية ما يسمى الهلال الشيعي، وإيجاد حالة من الانقسام البغيض بين الشعوب وهو ما يحاول العدو الإسرائيلى تزكيته واللعب على هذا الوتر الحساس.
من هنا تأتى أهمية الإدانة من شيخ الأزهر باعتباره الرمز الأعلى فى العالم الإسلامى «السني»، ليؤكد وحدة صف الشعوب الإسلامية فى مواجهة هذا العدوان الغاشم.
الأمر الثانى أن إسرائيل هى الدولة المعتدية، وهى كيان غاصب معتد ــ كما وصفها بيان شيخ الأزهر ــ يمارس اعتداءات ممنهجة، وعربدة متواصلة، وهذه هى الرسالة الأهم فى تصورى بغض النظر عن الديانة، فالمشكلة تكمن فى العقيدة العدوانية الإسرائيلية التى لا تفرق بين دولة فلسطين أو إيران أو سوريا أو غيرهم، كما لا تفرق تلك العقيدة العدوانية بين مسلم سنى أو شيعى أو حتى مسيحى يقيم فى هذه الدول.
إسرائيل تنشر الخراب فى كل مكان، وتعيث فسادا فى المنطقة منذ 77 عاما، وشهوة الدم والعدوان لديها تتزايد يوما بعد يوم ولا تتوقف.
التعليقات