شراكة تونسية إماراتية للتنمية والاستثمار في البشر

فيما يمكن أن نطلق عليه موسم الشراكات التنموية المستدامة على كافة الصعد في تونس، وفي إطار الشراكات المبتكرة لتنمية المهارات في المنطقة العربية تم الاتفاق بين "مؤسسة تونس للتنمية" و"مؤسسة عبد الله الغرير" الإماراتية، في حدث إقليمي هام أقيم تحت عنوان "بناء مستقبل مستدام وشراكات مبتكرة لتنمية المهارات في المنطقة العربية".

شهد الحضور جمهور متنوع من الخبراء، والشباب، والجمعيات غير الحكومية، ووكالات التنمية وشركات القطاع الخاص، والمنظمات الدولية، والجمعيات الخيرية المعنية بمكافحة البطالة واكتشاف المهارات الشابة..، كان في مقدمة الحضور سعادة سفيرة دولة الإمارات في تونس إيمان السلامي والوفد الديبلوماسي الرفيع المرافق لها، وسونيا بن جعفر - الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبد الله الغرير - الإماراتية، وبدر الدين والي - رئيس مؤسسة تونس للتنمية..حيث يعتبر هذا الحدث الهام جزء من برنامج "نمو" التابع لمؤسسة "عبد الله الغرير" الذي أُطْلِق سنة 2022 في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعد النتائج الناجحة للتجربة.. قررت "مؤسسة عبد الله الغرير" توسيع مبادرتها المحلية لتشمل دولا أخرى من المنطقة العربية هي لبنان، والأردن، وتونس.

ويهدف البرنامج إلى تحسين مهارات وتأهيل 25 ألف شاب عربي بحلول سنة 2026 بما يتماشى والتزامات دولة الإمارات العربية المتحدة في أهداف التنمية المستدامة..لا سيما منها الرابع والسابع والثامن عشر من أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة، والتي تدعو إلى توفير تعليم جيد ومنصف وشامل يساهم في تحسين مستويات المعيشة للمجتمعات الإنسانية وتعزيز الشراكات العالمية.

وصرحت د/ سونيا بن جعفر - الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبد الله الغرير، أن "العمل الخيري الإستراتيجي لا يقتصر فقط على المساهمات المالية، بل على إيجاد حلول مستدامة.. حيث يعالج برنامج "نمو" الأسباب الجذرية لبطالة الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة للقوى العاملة في المستقبل، وفي تونس نهدف إلى إيجاد حلول قابلة للتطوير تتكيف مع الاحتياجات المحلية مع تعزيز التعاون الإقليمي".

وقد ارتكزت المناقشات الرئيسة على التعاون بين القطاعات بمساهمة من "كورسيرا" وكلية "MSB" لإدارة الأعمال ومنظمة العمل الدولية "ILL" حول كيفية احداث شراكات تقوم على إيجاد حلول مبتكرة.. خاصة وأن معدل البطالة بين الشباب البالغ من العمر بين 15 و 24 يبلغ 37,7% الأمر الذي يتطلب مبادرات تحسين المهارات، ويرمي برنامج "نمو" إلى معالجته وإيجاد الحلول من خلال التركيز على المهارات الشابة والرقمية.

ولأن سد فجوة التشغيل ومواجهة البطالة بين الشباب إحدى أكبر أولويات "مؤسسة تونس للتنمية" فقد أكد رئيسها أنهم فخورون جدا بشراكتهم مع " مؤسسة عبد الله الغرير " من خلال برنامج "نمو" الإقليمي، وبفضل المبادرات التعليمية المبتكرة والمستدامة.. مكن البرنامج في أقل من عام من تدريب أكثر من 1000 شاب، وخلق أكثر من 900 فرصة عمل لهم.

وقد دعت "مؤسسة عبد الله الغرير" إلى شراكات أعمق، واستخدام أفضل للموارد من أجل دعم وتنمية مهارات الشباب وصقلها، كما تحرص المؤسسة على تضمين آراء الشباب ووجهات نظرهم في تخطيط برامجها وتطويرها وتنفيذها بشكل يؤدي إلى إحداث تأثير إيجابي أكبر ونجاح طويل الأمد.

Comments