تشهد الأوضاع في غزة تصعيدًا ملحوظًا مع استمرار العمليات العسكرية والجهود الدولية لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بأن حماس هي الطرف الوحيد الذي يعارض وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا على أن مقترح الرئيس جو بايدن يضمن ليس فقط وقف إطلاق النار، ولكن أيضًا زيادة المساعدات لغزة وإطلاق سراح جميع المحتجزين.
في سياق متصل، رحب بلينكن بإنقاذ أربعة محتجزين إسرائيليين من غزة، في عملية أثارت ردود فعل متباينة. فقد أكد مسؤول أمريكي لشبكة CNN أن الولايات المتحدة ساعدت فقط في جمع المعلومات الاستخباراتية في عملية النصيرات، وأن القوات الأمريكية لم تشارك بشكل مباشر في عملية تحرير المختطفين.
ومن جانبه، صرحت المقررة الأممية بفلسطين أن إسرائيل استغلت قضية أسراها لقتل الفلسطينيين ونفذت ما وصفته بالإبادة الجماعية، مشيرة إلى أن الإسرائيليين اختبأوا في شاحنة مساعدات لتنفيذ عملية استعادة الأسرى.
كما رحب وزير الخارجية البريطاني بتحرير الرهائن الإسرائيليين من غزة، بينما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع السابق بيني غانتس إلى الوحدة وعدم ترك الحكومة في هذا الوقت الحرج. وقد رد غانتس بالقول إنه يجب النظر أولاً في إمكانية مواصلة العمل بمسؤولية.
وفي الشارع الإسرائيلي، أفاد مراسل العربية بأن عشرات الآلاف يتظاهرون للمطالبة بإسقاط نتنياهو وإتمام صفقة التبادل. ومن جهة أخرى، صرح الجيش الإسرائيلي للعربية بعزمه على تفكيك قدرات حماس في غزة، مؤكداً أن الحرب ستنتهي عندما تلقي حماس سلاحها وتسلم الرهائن.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، لم يتجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في عملية النصيرات المئة، مع الإشارة إلى أن معظم من قتلوا كانوا من مقاتلي حماس وليس من المدنيين. كما نفى الجيش وجود أي مختطفين آخرين في مكان العملية، مؤكدًا أن أميركا لم تشارك في العملية على الأرض، وأن العملية خلفت أكثر من 100 قتيل من مسلحي حماس. بينما تزعم حماس أن هناك رهائن قتلوا خلال العملية الإسرائيلية في النصيرات.
يبقى الوضع في غزة متوترًا مع تصاعد العمليات العسكرية واستمرار الجهود الدولية لتحقيق هدنة ووقف لإطلاق النار، وسط انقسام واضح في المواقف والتصريحات حول الأحداث والتطورات الميدانية.
أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات، الإعتداءات الإسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 150 من المدنيين الفلسطينيين، وإصابة المئات.
وشددت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها اليوم على أن هذه الاعتداءات تعد إنتهاكا سافرا لجميع أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجميع قيم الإنسانية وحقوق الإنسان.
وحملت مصر إسرائيل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذا الإعتداء السافر، مطالبة بامتثالها لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، ووقف الاستهداف العشوائي الذي يطال الفلسطينيين المدنيين، بما في ذلك المناطق التي نزحوا إليها، والتدمير الغاشم لخدمات البنية التحتية في القطاع كافة.
وطالبت مصر الأطراف الدولية المؤثرة، ومجلس الأمن، بضرورة التدخل الفوري لوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتحرك المسؤول من أجل إنهاء هذه الأزمة الإنسانية التي راح ضحيتها ما يزيد عن ٣٦ ألف شهيد مؤكدة حتمية التوصل لوقف إطلاق النار في كامل قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بصورة كاملة ودون عوائق من جميع المعابر البرية للقطاع.
Comments