وسط العواصف التى تحيط بالمنطقة العربية من كل جانب، يبرز دور الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى تؤكد الأحداث يوما بعد يوم أنه زعيم استثنائى بكل ما تحمله الكلمات من معان فى ظروف عصيبة، ومواقف ملتبسة، وضغوط عنيفة.

لم يفرط، ولم يستسلم، ولم ينفعل، ولم يتهور، يحافظ على الثوابت، ويرفض الخضوع والاستسلام، وفى الوقت نفسه يرفض الانفعال والهوجائية، ليحافظ على توازن مصر ومواقفها بالسير على خيط رفيع بمهارة فائقة، وسط الأشواك والنيران.

تابعت القمة العربية التى عقدت فى العاصمة العراقية أمس فى بغداد عبر فضائية «القاهرة الإخبارية» وهى القمة الرابعة والثلاثون، والتى تتوافق مع مرور 80 عاما على إنشاء جامعة الدول العربية.

استمعت إلى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة وهى كلمة نابعة من قلب وعقل رئيس يحمل هموم العالم العربى على كتفيه، ويسعى جاهدا وبأقصى طاقته وبكل صدق وإخلاص، لحل تلك المشكلات المستعصية والمتراكمة منذ عقود طويلة أو حتى تلك المشكلات المستحدثة فى العقد الأخير.

مواقف مصر التى أعلنها الرئيس فى القمة أمس تتماشى مع الجهود المصرية التى تبذلها على أرض الواقع، ولا يوجد أدنى تغيير ما بين أقوال الرئيس وأفعاله، ومن هنا يأتى تميز الرئيس السيسى كزعيم استثنائي، ومواقف مصر التى تتطابق أقوالها مع أفعالها بوضوح وشفافية.

تحدث عن القضية الفلسطينية فاضحا الجرائم الإسرائيلية الممنهجة، وممارستها الوحشية على مدى أكثر من عام ونصف العام، مطالبا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالتدخل لوقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية جادة لإحلال سلام عادل ودائم، وإقامة الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية.

أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أن اتفاقيات التطبيع لن تحل المشكلة، وأن الحل هو إقامة السلام العادل والدائم فى المنطقة، مشيرا إلى تجربة مصر فى هذا الإطار.

مصر لم ولن تتوانى عن دعم القضية الفلسطينية، وتقوم بدورها التاريخى بكل قوة فى هذا المجال، ولا يتوقف الدور المصرى عند حدود القضية الفلسطينية لكنه يمتد إلى السودان، وليبيا، واليمن، ولبنان، والصومال، وسوريا.

وسط كل هذه الأحداث المعقدة يتجلى الموقف المصرى الداعم بقوة لمؤسسات هذه الدول، والمتمسك بوحدة أراضيها والمدافع الصلب عن أمن واستقرار شعوبها، قولا وفعلا، سرا وجهرا، بعيدا عن الحسابات الضيقة والمواقف الملتبسة.

نقلا عن جريدة الأهرام