افتتاح مؤتمر التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء المغربية

اُفتتح أمس الخميس، المؤتمر السياسي الثاني للتحالف من أجل الحكم الذاتي للصحراء في المغرب، بمشاركين من مختلف البلدان وسياسيون ودبلوماسيون وأكاديميون ومحامون وإعلاميين.

وتم تسليط الضوء على نتائج نموذج التنمية الجديد للمحافظات الجنوبية، وأكدوا على النطاق الكبير للمبادرات مثل خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا، ومبادرة المحيط الأطلسي وأفريقيا، ومبادرة تعزيز الوصول إلى المحيط الأطلسي لبلدان الساحل.

ويهدف المؤتمر إلى إبراز وجاهة القضية الوطنية الأولى للمغرب وتسليط الضوء على الإنجازات والمكتسبات التي راكمها المغرب في إطار مبادراته وجهوده الرامية لاستكمال وحدته الترابية.

ورحبت  الأستاذة عتيقة الربع نائبة رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب بالجميع في مدينة الداخلة جوهرة الجنوب، بالمشاركة في هذا المؤتمر الدولي الهام واكدت  على الاهتمام  الذي تحظى به القضية الوطنية الأولى، وعلى الوعي  بوجاهة مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007، باعتباره حلاً واقعياً، دائماً، ومنسجماً مع الشرعية الدولية.

وأضافت الأستاذة عتيقة الربع لقد انخرطت المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، في ورش ديمقراطي متجدد، يرتكز على ترسيخ الجهوية المتقدمة، وتعزيز مبادئ الحكامة الترابية، 

وفي هذا الإطار، يأتي المقترح، ترجمة صادقة لإرادة ملكية سامية تؤمن بالحق في التدبير الذاتي ضمن سيادة المغرب ووحدته الترابية. إنه تصور يقوم على بناء مؤسسات ديمقراطية، وإرساء قواعد دستورية وقانونية متينة، تضمن الحقوق والحريات، وتحفز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأضافت: لقد أضحت أقاليمنا الجنوبية، بفضل هذه الرؤية الملكية المتبصرة، نموذجاً تنموياً فريداً، حيث تشهد أوراشاً كبرى، ومشاريع استراتيجية، تجعل منها قطباً اقتصادياً قارياً، وجسراً بين المغرب وعمقه الإفريقي، ضمن رؤية منفتحة على العالم.

وصرحت إن هذا المؤتمر يشكل منصة دولية لتجديد النقاش حول ضرورة تبني مقاربة أممية واقعية وفعالة، وأن تثمر المداولات عن توصيات تواكب هذه الدينامية الإيجابية، وتسهم في إرساء دعائم السلم والأمن والازدهار في منطقتنا.

وشارك في المؤتمر الإعلامية الأردنية أمل عبد الحليم أحمد الجبور ومشاركون من دول أفريقية مثل سليمان ساتيجي سيديبي وهيدارا بادارا عليو من مالي، وألفونس زوزيمي تاميكامتا من الكاميرون، ود.إسماعيل بوكانان من رواندا ومن فرنسا  كريستوف بوتين وجيروم بيسنارد 

ومن إسبانيا  البروفيسور رافائيل إسبارزا، ومن جزر الكناري المحامية ماريا أنجيل راموس التي سلطت الضوء على جانب قانوني مهم من اتفاقية مدريد لعام 1975.

وتناول الصحفي الإسباني خافيير فرنانديز أريباس  نموذج التنمية الجديد للمقاطعات الجنوبية: رافعة للتقدم الاجتماعي والاقتصادي في الصحراء المغربية.

وسلط الممثلون الإيطاليون أنطونيو ستانجو و وداد بكالي وإيتوري روساتو الضوء على قيمة المثال الإيطالي للحكم الذاتي.

وأكد ممثلون من بلدان أمريكا اللاتينية مارثا جلاديس شافيز كوسيو من بيرو، وراميرو شافيز جوتشيكوا من المكسيك، ولويس رافائيل جونزاليس هيرنانديز من جمهورية الدومينيكان، على تطور الوضع بفضل العمل المكثف والممتاز للدبلوماسية المغربية في جميع أنحاء العالم، 

وقد زار المشاركون في المؤتمر موقع بناء ميناء الداخلة الأطلسي، حيث أوضحت الأستاذة  نسرين يوزي، ان مشروع البناء الذي يمثل أحد الركائز الأساسية للتنمية المستقبلية للمقاطعات الجنوبية للمغرب، وأيضا للبلدان الأفريقية المجاورة وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، وسيمثل نقطة تحول لجميع أنواع الشحن بين أفريقيا وأوروبا وأمريكا.

وصرحت الأستاذة  نسرين إيوزي أنه بحلول نهاية عام 2025، ستكتمل الأعمال بنسبة 50٪، في حين تشير التوقعات إلى عام 2029 باعتباره العام الذي سيصبح فيه الميناء جاهزا للعمل. ستضم محطة حاويات تجارية ومحطة طاقة ومحطة صيد، مع مرافق مستدامة تعمل بالطاقة الخضراء كأداة رئيسية لتشغيلها، والتي سيتم رقمنتها بالكامل.

وصرح مدير ميناء الداخلة بأن التعاون مع الموانئ في المنطقة مضمون، بما في ذلك الموانئ الإسبانية في جزر الكناري، في إطار العلاقات الممتازة بين إسبانيا والمغرب.

وسيلعب ميناء الداخلة الأطلسي الجديد دورا مهما للغاية في مبادرة المحيط الأطلسي التي يروج لها الملك محمد السادس مع دول الساحل لتسهيل تصدير وتسويق منتجاتها عبر الموانئ المغربية من أجل المساهمة في تعزيز تنميتها الاقتصادية والتجارية والسياسية، فضلا عن مبادرة إعادة إطلاق التنمية الأطلسية لأفريقيا، التي لها عنصر مهم جدا في خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي.

وتم التعريف بجميع التفاصيل الفنية لهذا المشروع الهندسي الكبير الذي نفذته الشركات والخبراء المغاربة، والذي سيكون مركزا لخلق فرص العمل في المنطقة بأكملها ومعيارا جيوستراتيجيا وجيوسياسيا واقتصاديا وتجاريا رئيسيا للسلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.

وقد شهدت الصحراء المغربية تطورا وتقدم اقتصادي واجتماعي ملحوظ والذي جاء بفضل تطبيق نموذج مبتكر، يرتكز على التنمية المستدامة بمختلف أبعادها، تحت إشراف القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

التعليقات