الإرهابيان

يظل الإرهابيان بن غفير، وسموتريتيش، هما أخطر العقبات التى يمكن أن تهدد اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، والعودة إلى المربع صفر، ما بقى نيتانياهو فى السلطة بأيديهما وتحت رحمتهما.

صحيح أن المعارضة الإسرائيلية بزعامة يائير لابيد ومعه بينى جانتس أكدت توفير شبكة غطاء سياسى لمنع سقوط الحكومة الإسرائيلية إذا انسحب بن غفير وسموتريتيش من الحكومة وهددا بإسقاطها، لكن المؤكد أن هذا وحده لايرضى نيتانياهو، لأنه يعلم جيدا أن ضمانة المعارضة الإسرائيلية «ضمانة مؤقتة» لحين إتمام الاتفاق والإفراج عن الأسرى تلبية للأصوات المعتدلة وذوى الأسرى فى المجتمع الإسرائيلي، وبعدها سوف تعمل المعارضة على إسقاط نيتانياهو والتخلص منه، بصفته رئيس الوزراء الأسوأ على الإطلاق، وأنه رئيس الوزراء الذى راح فى عهده أكبر عدد من الضحايا والقتلى والمصابين الإسرائيليين من الجيش والمدنيين معا.

لن تغفر الأحزاب الإسرائيلية لرئيس الوزراء نيتانياهو تلك الكارثة ــ بحسب رؤيتهم ــ ومن هنا ينظر نيتانياهو بعين الريبة والشك إلى موقف المعارضة، فى حين أنه متأكد من مواقف اليمين الإرهابى المتطرف الداعم والمساند له لتطابق المواقف والرؤى فيما بينه وبين التيارات الإرهابية المتطرفة وخاصة حزبى بن غفير وسموتريتيش.

الحكومة الإسرائيلية الحالية هى أسوأ حكومة متطرفة فى إسرائيل، وباعتراف الرئيس الأمريكى الصهيونى السابق جو بايدن، حينما أعلن أن حكومة نيتانياهو هى أكثر حكومة متشددة فى تاريخ إسرائيل، وأن نيتانياهو ليس لديه الشجاعة لمواجهة ائتلاف حكومته، لأن هذا الائتلاف قد يصوت للإطاحة به فى أى لحظة.

من هنا تتزايد مخاوف تفجير اتفاق وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل، حتى لو كان ذلك بمنطق «المؤامرة» وافتعال عمليات فدائية فلسطينية فى الأراضى الإسرائيلية «لتفخيخ» الاتفاق و«تفجيره» ومحاولة الإفلات من رغبة إدارة ترامب الجديدة لإكمال الاتفاق بعد أن كانت هى اللاعب الرئيسى فى إنجازه قبل بدء ولاية ترامب.

ربما تكشف الأيام المقبلة عن مفاجآت و«صدمات» إسرائيلية لتفخيخ الاتفاق وتفجيره، وتلك هى المشكلة المعقدة التى تحتاج إلى يقظة من إدارة ترامب والعالم العربى على وجه الخصوص لإفشال مخططات إسرائيل المتوقعة فى هذا الإطار.

التعليقات