تشغل تطورات أسعار الذهب اهتمامات قطاع عريض من الشعب العربي والمصري خاصة، حيث يُعرف على مدار عشرات السنوات أنه الملاذ الآمن لحفظ الأموال، وازداد تصديق هذه المقولة في السنوات الأخيرة، بعدما شهد المعدن الأصفر قفزات تاريخية لم تحدث من قبل.
ومن المعروف أن هناك عدة عوامل تداخل في تحديد أسعار الذهب معظمها يأتي من الولايات المتحدة وبعضها من متغيرات الأوضاع السياسية والأمنية في عدة مناطق حول العالم، ونستعرض في التقرير الآتي كل ما يشغل بال المستثمر العربي في الذهب.
وقت كتابة هذا التقرير سجل سعر "أونصة/ أوقية" الذهب 2,635.48 دولار، في المعاملات الفورية، بارتفاع 10.74 دولار، بنسبة 0.41%، اليوم الجمعة، الموافق 6 ديسمبر 2024.
كما شهد سعر الذهب لعقود فبراير الآجلة ارتفاعًا بقيمة 11.30 دولارًا ليصل إلى 2,659.50 دولارًا، بينما ارتفع سعر الفضة لعقود مارس بمقدار 0.134 دولار ليصل إلى 31.68 دولارًا.
جاءت القفزة المحدودة في سعر الذهب بعد تقرير اقتصادي أمريكي مهم قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بأريحية.
من المعروف عالميا أن تقرير الوظائف الأمريكية عامل مهم في تقلبات سوق الذهب، حيث كشف تقرير شهر نوفمبر الصادر عن وزارة العمل لبيانات الوظائف غير الزراعية بزيادة قدرها 227,000 وظيفة، وهو رقم يفوق التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع قدره 202,000 وظيفة وتعتبر بيانات متوازنة، تشير إلى إمكانية خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في اجتماعه بشهر ديسمبر.
وارتفعت نسبة البطالة إلى 4.2% مقارنة بـ 4.1% الشهر الماضي، كما تم تعديل بيانات شهر أكتوبر لترتفع بمقدار 36,000 وظيفة بدلاً من 12 ألف وظيفة.
وحسب التقارير الصحفية، ازدادت رهانات المتعاملون بأن البنك المركزي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة هذا الشهر، مما يشير الآن إلى احتمالات تزيد عن 90% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية في اجتماع البنك المركزي المقبل يومي 17 و18 ديسمبر.
يتوقع بنك يو بي إس السويسري، وصول أونصة الذهب إلى 3000 دولار في عام 2025، بعدما صعدت الأسعار 29% تقريبًا خلال العام الحالي حتى الآن، بسبب التراجع المحتمل للعملة المحلية في بعض الدول، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، إلا أنه نصح المستثمرين بالتحلي بالصبر، كما أن الأسعار قد تشهد تقلبات خلال الفترة القادمة، لكن الاتجاه العام سيكون نحو الارتفاع في 2025.
ويتوقع المصرف السويسري وصول أسعار المعدن النفيس إلى 2750 دولارًا للأوقية بحلول نهاية 2024 من تقديراته السابقة البالغة 2600 دولار، أما بحلول منتصف العام المقبل فقد تصل إلى 2850 دولارًا ثم إلى 2900 دولار بحلول الربع الثالث من 2025.
كما يتوقع بنك أوف أميركا أن يصل سعر الذهب إلى 3000 دولار للأونصة في عام 2025، مدفوعًا بتوقعات بتوازن سوق المعادن مقارنة بالعرض المفرط في أسواق النفط والمنتجات الزراعية.
وأوضح رئيس قسم أبحاث السلع والمشتقات في البنك الأمريكي، فرانسيسكو بلانش، أنه متوقع أن يبلغ سعر الذهب ذروته عند 3000 دولار للأوقية بسبب ضعف نمو الطلب على السلع الأساسية، وخاصة على المواد الخام، كما تشير الأساسيات الاقتصادية الكلية إلى أن الأسواق في عام 2025 سوف تشهد فائضاً في المعروض من النفط والحبوب، ولكنها سوف تشهد توازناً أفضل في المعروض من المعادن.
ينصح الخبراء أن من يخططون لشراء الذهب في شكل حلي أو مشغولات بضرورة النظر إلى الاحتياجات الشخصية وعدم التأثر بالتقلبات القصيرة الأجل، ويجب أن يكون كاستثمار طويل الأجل يعتمد على توقيت دقيق.
وفي مصر أشار خبراء إلى أن هناك مؤشرات إيجابية لارتفاع الأسواق العالمية، مع توقعات بزيادة أسهم الشركات الأمريكية بنسبة 10%، كما انه هناك فرص جديدة في البورصة المصرية، خاصة بعد إعلان الحكومة عن نية طرح 30% من أسهم المصرف المتحد، مع إمكانية طرح حصص من أسهم شركات رابحة أخرى في المستقبل القريب.
كشف أحدث بيان صادر عن مصرف الإمارات المركزي، تخطي حاجز الاحتياطي من الذهب الـ 22 مليار درهم نهاية أغسطس؛ إذ ارتفع بنحو 3.5% على أساس شهري ليصل إلى 22.021 مليار درهم مقارنة بـ21.28 مليار درهم نهاية يوليو، فيما نما رصيده الذهبي منذ بداية العام بنسبة تتجاوز 21.3% وذلك مقارنة بمستواه عند 18.147 مليار درهم نهاية العام الماضي.
وفي مصر زاد البنك المركزي المصري من احتياطي الذهب طنا في آخر 17 شهرا، ليصل إلى 126.8 طن بنهاية سبتمبر 2024، مقارنة بـ 125.8 طن في أبريل من العام الماضي 2023، وفقا لما كشفت عنه بيانات مجلس الذهب العالمي.
وفي نوفمبر الماضي، وصل احتياطي المركزي المصري من الذهب انحو 11.154 مليار دولار، ما يعادل نحو 549 مليار جنيه فى نهاية شهر أكتوبر 2024، مقابل نحو 9.384 مليار دولار، ما يعادل نحو 448 مليار جنيه، فى نهاية شهر أبريل 2024، بزيادة تقدر بنحو 101 مليار جنيه خلال 6 أشهر.
تحتل مصر حالياً المركز الخامس بين الدول العربية من حيث احتياطي الذهب، بعد السعودية والتي تمتلك 323.1 طن ذهب، والجزائر بحوالي 173.6 طن، فيما يسيطر العراق على مخزون احتياطي بنحو 152.7 طن ذهب، وليبيا بنحو 146.7 طن، وفق بيانات النشرة الشهرية لمجلس الذهب العالمي.
ووفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي قبل عدة أشهر، جاءت السعودية في الصدارة العربية مع احتياطيات بلغت 323 طن، بلغت قيمتها 21.588 مليار دولار، تليها لبنان باحتياطيات ذهبية بقيمة 286 طن، وبقيمة 17.25 مليار دولار.
وكان باقي ترتيب أكبر 5 دول عربية من حيث حجم احتياطياتها الذهبية كما يلي: الجزائر (173.56 طن)، ليبيا (146.65 طن)، العراق (142.58 طن).
التعليقات