تشهد منطقة الجزيرة العربية وبادية الشام بعد غد دخول موسم المربعانية أو مربعانية الشتاء وهي وقت دخول شدة البرد فيها وتستمر /40/ أو نحوها. وقال إبراهيم الجروان مساعد مدير مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك إن اسم المربعانية جاء من مدة الموسم والذي يسمى في بعض المناطق " الأربعينية "وتمتاز هذه الفترة بالبرد القارس وقد تسقط الثلوج فيها شمالا وتقل الحركة خاصة في الليل من شدة البرد ويبدأ وقت غروب الشمس مع طلوعها بالتقدم ويكون أكبر ميل للشمس وأطول ظل لوقت الزوال. وأشار إلى أن دخول المربعانية يأتي عقب موسم الوسم ويختلف وقت دخولها من حساب إلى آخر فهو عند البعض مع بداية ديسمبر وعند آخرين مع منتصف ديسمبر لكنه بين هذين التاريخين عند أغلب أهل البادية في الجزيرة العربية و بادية الشام و تكون على الغالب في السابع من ديسمبر مع طلوع نجم إكليل العقرب فجرا من الجهة الشرقية وتمتد إلى منتصف يناير . وأوضح الجروان أن الاختلاف في وقت دخول المواسم من الأنواء والطوالع أمر واقع لأن الطوالع والأنواء عبارة عن نجوم يؤقت بها عند رؤيتها لأول مرة فجرا جهة الشرق وقد تختلف الرؤية البصرية من شخص لآخر فهي مواقيت للمواسم ترتبط مع مواقيت طلوعها أو غروبها. وأشار إلى أنه ليس لهذه النجوم تأثير حقيقي على الأرض فهي على أبعاد سحيقة جدا عن الأرض بحيث يحتاج ضوؤها عدة سنوات ليبلغ الأرض وهو ما يقيس عليه الفلكيون المسافات بين النجوم بالسنة الضوئية / وتقدر بـ 9.46 ترليون كم أو مليون مليون كم/ فمثلا يحتاج الضوء الخارج من نجم قلب العقرب نحو 550 سنة ليصل إلى الأرض و ذلك بسبب بعده. ويتزامن دخول موسم المربعانية مع مشاهدة نجم النسر الواقع / Vega / قبل طلوع الشمس وهو نجم نير يشرق جهة الشمال الشرقي واستدل به العرب قديما على دخول المربعانية وعند نهاية المربعانية يرى نجم النسر الطائر / Altair / وهو نجم نير يشرق في اتجاه الشرق تماما قبل طلوع الشمس وظهوره للعيان يعني نهاية المربعانية. ولفت إلى أن المربعانية ليست منزلة أو نجما في السماء وإنما هي مصطلح يضم ثلاثة منازل قمرية من برج العقرب وهي الإكليل ودخوله في السابع من ديسمبر ثم القلب ودخوله في 20 ديسمبر وأخيرا الشولة ودخولها في الثاني من يناير المقبل وتنتهي المربعانية في 14 يناير . وأوضح الجروان أن بداية المربعانية يعني دخول وقت شدة البرد إذ تنخفض درجات الحرارة الدنيا في الجزيرة العربية لأدنى قيمة لها وتكون تحت الصفر المئوي في المناطق الشمالية ودون 10 مئوية في المناطق الجنوبية و يكون الانقلاب الشتوي بحدود 22 ديسمبر. وأضاف أنه مع حلول المربعانية تتوغل الكتلة السيبيرية الشمالية الباردة التي تؤثر في أجواء الجزيرة العربية بالبرد الشديد والصقيع والجفاف كون الكتلة الهوائية قادمة من براري آسيا ويتكون الصقيع الذي يضر بالمحاصيل فيما يزداد خطر البرد على الحيوانات البرية بل وحتى الإنسان نفسه عند المبيت في العراء مع استمرار فرصة هطول الأمطار .
التعليقات