طلبت الأمم المتحدة هدنة إنسانية لمدة سبعة أيام في قطاع غزة بهدف تنفيذ حملة تطعيم عاجلة ضد شلل الأطفال تستهدف أكثر من 640 ألف طفل تحت سن العاشرة.
يأتي هذا الطلب بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال من النوع 2 المشتق من اللقاح في عينات من الصرف الصحي في مدينتي خان يونس ودير البلح.
أفادت السلطات الصحية في غزة عن ثلاث حالات شلل في أواخر يوليو، وقد تم إرسال العينات إلى الأردن لإجراء الفحوصات اللازمة. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يمكن أن يكون للشلل الرخو الحاد أسباب متعددة، بما في ذلك فيروس شلل الأطفال.
وأشارت المنظمة إلى أن غزة كانت تتمتع بتغطية ممتازة للقاح شلل الأطفال قبل اندلاع الصراع الأخير. إلا أن القتال المستمر خلق "بيئة مثالية" لتحور فيروس شلل الأطفال الضعيف الموجود في اللقاح، مما جعله قادراً على التسبب في الشلل بين أولئك الذين لم يتم تحصينهم بالكامل.
أعربت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن قلقهما الشديد إزاء أي تأخير في تسليم لقاح شلل الأطفال ومعدات سلسلة التبريد الضرورية، في ظل استمرار القتال وانعدام الأمن في القطاع. وحذرت المنظمتان من المخاطر الصحية المتزايدة بسبب رداءة نوعية المياه وتدمير مرافق الصرف الصحي.
وقد وافق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، على صرف 1.23 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع 2 للاستخدام في غزة. وتسعى الحملة إلى تحصين الأطفال بشكل عاجل لمنع تفشي الفيروس.
شددت الأمم المتحدة على ضرورة توفير وصول آمن ومستدام للعاملين الصحيين لضمان نجاح حملة التطعيم الجماعية. وأشارت إلى أن 16 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل جزئيًا في غزة، مما يزيد من تعقيد الجهود الصحية.
مع انخفاض معدلات التحصين وتدهور النظام الصحي في القطاع، تسعى الأمم المتحدة إلى تخفيف خطر انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مؤكدةً على الحاجة الملحة للهدن الإنسانية لتوفير الحماية للأطفال وتفادي كارثة صحية محتملة.
التعليقات