كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية عن تفاصيل جديدة ومثيرة حول عملية اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التي وقعت في طهران.
ووفقًا لمصادر إيرانية رفيعة المستوى، قام الموساد الإسرائيلي بزرع قنابل في ثلاث غرف منفصلة داخل دار الضيافة الذي كان يقيم فيه هنية، مما أدى إلى مقتله في واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا في الشرق الأوسط.
ذكرت الصحيفة أن الموساد لجأ إلى استخدام أفراد أمن إيرانيين من وحدة "أنصار المهدي"، وهي مجموعة شبه عسكرية تعتبر جزءًا من الحركات الشيعية وتتمركز في العراق. وقد استخدم هؤلاء العملاء لزرع العبوات الناسفة داخل المبنى، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التخطيط والتنفيذ.
مسؤولون إيرانيون أكدوا للتلغراف أن المرشد الأعلى، علي خامنئي، أبدى اهتمامًا أكبر بمعرفة أسباب الخرق الأمني الذي سمح بوقوع هذا الاغتيال، بدلاً من التركيز على الانتقام السريع. وقد تم العثور على عبوات ناسفة إضافية داخل المبنى، مما يوضح حجم التسلل الأمني الذي تعرضت له الأجهزة الأمنية الإيرانية.
في سياق متصل، أفادت مصادر مقربة من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الحرس الثوري ربما كان وراء هذا الخرق الأمني بشكل متعمد، كجزء من صراع داخلي يهدف للإضرار بالرئيس الجديد.
ووفقًا لهذه المصادر، فإن الحرس الثوري غير راضٍ عن بعض سياسات بزشكيان، مما قد يكون قد دفعهم إلى السماح بوقوع هذا الحادث لزيادة الضغط عليه.
تأتي هذه التفاصيل في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متصاعدة بين إيران وإسرائيل، مع تدخلات دولية ومحاولات لاحتواء التصعيد. ومن المتوقع أن تكون لهذه الحادثة تأثيرات بعيدة المدى على العلاقات الإقليمية والدولية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين الفصائل السياسية داخل إيران نفسها.
في ظل هذه التطورات المعقدة، يتعين على إيران التعامل مع تداعيات داخلية وأمنية خطيرة، فيما تبقى الأنظار متجهة نحو ردود الفعل الإسرائيلية والإيرانية المحتملة، وما إذا كان هذا التصعيد سيؤدي إلى مواجهات أوسع في المنطقة.
التعليقات