تسبب ما شهده العالم اليوم الجمعة، من أزمة تقنية غير مسبوقة أثرت على حركة الطيران والمرافق الحيوية في عدة دول، في توجيه هيئة الطيران الأمريكية لجميع الرحلات الجوية بالهبوط الفوري بسبب خلل تقني بالحواسيب، مما تسبب في تعطيل واسع النطاق للرحلات الجوية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
هذه الأزمة التقنية تزامنت مع مشاكل عالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات نتجت عن عطل في منصة الأمن السيبراني "كراود سترايك"، مما أثر سلباً على شركات الطيران الدولية والبنوك ووسائل الإعلام والمستشفيات.
وأعلنت شركة مايكروسوفت أيضاً عن خلل في نظامها العام العالمي، مما أدى إلى تعطل خدماتها في مختلف أنحاء العالم. تأثرت مطارات كبرى بهذه الأعطال، حيث أعلن مطار برلين عن وقف الرحلات الجوية حتى الساعة 08:00 بتوقيت جرينتش. وذكرت الشركة المشغلة للمطار في منشور على منصة "إكس" أن المطار يعاني من تأخير في تسجيل وصول الركاب بسبب خلل فني.
لم تكن المطارات وحدها المتضررة، فقد أفادت الخطوط الجوية التركية بأنها تواجه مشكلات في أنظمة الحجز وتسجيل وصول الركاب وإصدار التذاكر بسبب الخلل الفني العالمي. وأعلن مكتب المساعدة الخاص بالشركة على منصة "إكس" أن العمل جارٍ على حل المشكلة، لكن تأثير الخلل امتد ليشمل تأخيراً في رحلاتها وتعطلًا في خدماتها.
هذا العطل التقني لم يقتصر على قطاع الطيران فقط، بل امتد ليشمل العديد من المرافق الحيوية. تأثرت البنوك ووسائل الإعلام والمستشفيات بشكل كبير، مما يعكس حجم الاعتماد العالمي على أنظمة تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني في تشغيل هذه المؤسسات. وقد أشارت تقارير إلى أن العطل في منصة "كراود سترايك" للأمن السيبراني كان له أثر مضاعف على قدرة المؤسسات على التعامل مع هذه الأزمة.
تسعى الشركات والحكومات المعنية إلى معالجة هذه المشكلة التقنية بأسرع وقت ممكن، وتعمل فرق الطوارئ الفنية على إعادة الأنظمة إلى العمل الطبيعي. ومن المتوقع أن تستغرق عملية التعافي بعض الوقت، نظراً لحجم وتأثير العطل على المستوى العالمي.
هذا الحادث يؤكد مرة أخرى على أهمية تعزيز البنية التحتية للأمن السيبراني وتحسين جاهزيتها لمواجهة مثل هذه الأزمات الطارئة التي يمكن أن تصيب قطاعات حيوية وتشكل تهديداً للأمن الاقتصادي والاجتماعي على مستوى العالم.
التعليقات