شهد العالم اليوم الجمعة، حالة من الفوضى الرقمية جراء خلل تقني غير مسبوق في أحد خوادم شركة "كراود سترايك" للأمن السيبراني، مما أدى إلى تعطيل واسع النطاق لعمل العديد من القطاعات الحيوية بما في ذلك وسائل الإعلام، المستشفيات، والمطارات. 

وقد تسارعت التداعيات لتشمل تأثيرات على حركة الطيران، السكك الحديدية، وشبكات الاتصال في مختلف القارات، مثيرة قلقاً عالمياً حول جاهزية البنية التحتية الرقمية لمواجهة مثل هذه الأزمات. في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل الخلل وتأثيراته المتشعبة على الحياة اليومية في مختلف أنحاء العالم.

خلل تقني يضرب العالم

ذكرت شركة "كراود سترايك" أنها على علم بالتقارير التي تشير إلى خلل في نظام "ويندوز" المشغل لأحد خوادمها. وأوضحت شركة "مايكروسوفت" أنها تواصل التعامل مع التداعيات المستمرة لتطبيقات "مايكروسوفت 365" التي تأثرت بالخلل.

تأثيرات واسعة النطاق:

تأثرت كبرى شركات الطيران الأمريكية مثل دلتا، ويونايتد، وأميركان، مما أدى إلى وقف جميع رحلاتها في ساعة مبكرة من صباح الجمعة بسبب مشكلة في الاتصالات، بحسب إدارة الطيران الفدرالية التي أكدت في مذكرة لشركات الطيران أن جميع الرحلات أوقفت بسبب "مشكلة الاتصالات".

وفي أوروبا، توقفت حركة الطيران في مطار العاصمة الألمانية برلين. وقالت متحدثة باسم المطار: "بسبب عطل فني حدثت تأخيرات في عمليات إتمام إجراءات السفر، وسيتم تعليق عمليات الطيران".

قطاع السكك الحديدية والنفط:

أعلنت أكبر شركة مشغلة للسكك الحديدية في المملكة المتحدة عن مواجهتها "مشاكل فنية على نطاق واسع"، محذرة من احتمال إلغاء رحلات. كما أفادت مصادر في قطاع النفط والغاز بأن عدة مقرات رئيسية لتداول النفط والغاز في لندن وسنغافورة تواجه صعوبات في تنفيذ المعاملات بسبب تعطل الإنترنت.

تأثيرات دولية:

انتشر تأثير الخلل التقني ليشمل مطارات في إسبانيا، وشركة الطيران التركية، ووسائل الإعلام، والبنوك الأسترالية، وشركات للخطوط الجوية العالمية والسكك الحديدية في اليابان والهند والتشيك وإيرلندا وفرنسا.

وفي هولندا، توقف العمل بمطار سخيبول في أمستردام، وهو أحد أكثر مطارات أوروبا ازدحاماً، بسبب مشكلات وتعطل عالمي في خدمات الإنترنت.

أكدت شركة "كراود سترايك" و"مايكروسوفت" على العمل بجدية لحل هذه المشكلة التقنية الضخمة التي تسببت في تعطيل كبير للعديد من القطاعات الحيوية في مختلف أنحاء العالم، مما يعكس أهمية الأمن السيبراني والاستعداد لمثل هذه الأزمات التقنية.