في تصعيد جديد للعنف، أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الأحد، آلاف الفلسطينيين على النزوح من منازلهم في وسط وشرق مدينة غزة، وسط بدء عملية عسكرية جديدة. وفقًا لمصادر فلسطينية، قامت قوات الاحتلال بتهجير سكان أحياء التفاح والدرج والبلدة القديمة، بالتزامن مع عمليات القصف الجوي والمدفعي العنيف. آلاف العائلات الآن تقيم في شوارع غرب مدينة غزة بعد تهجيرهم من منازلهم، ما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية في القطاع.
أعلنت مستشفيات شمال قطاع غزة حالة الطوارئ لاستقبال الشهداء والجرحى جراء العملية العسكرية الجديدة في محيط مستشفى الأهلي العربي وسط مدينة غزة. يأتي ذلك في ظل تزايد أعداد المصابين والشهداء جراء القصف المستمر.
وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3,376 مجزرة بحق الشعب الفلسطيني منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة مطلع أكتوبر الماضي. أسفرت هذه المجازر عن استشهاد 38,153 فلسطينيًا، بينهم 15,983 طفلاً و10,637 امرأة. كما يوجد أكثر من عشرة آلاف مفقود تحت ركام المنازل المدمرة.
أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن 500 من الكوادر الطبية استشهدوا أثناء تقديم الخدمات الطبية للجرحى والمرضى جراء قصف المستشفيات والمراكز الصحية وكوادر الإسعاف. يضاف إلى هذا العدد 75 شهيدًا من عناصر الدفاع المدني.
أشارت وزارة الصحة إلى أن 3,500 طفل في قطاع غزة معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء. كما حذرت من خطورة الوضع الصحي لنحو عشرة آلاف مريض بالسرطان نتيجة نفاذ جرعاتهم العلاجية ومنعهم من العلاج في الخارج بسبب إغلاق كافة المعابر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وثقت وزارة الصحة إصابة 1,737,524 نازحًا بأمراض معدية في مراكز الإيواء وخيام النزوح، بينهم 71,338 حالة مصابة بعدوى التهابات الكبد الوبائي. وأشارت إلى خطر انتشار المزيد من الأمراض القاتلة في صفوف أكثر من مليوني نازح يعيشون في ظروف صعبة في مراكز الإيواء وخيام بلاستيكية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
تشهد غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتهجير آلاف العائلات من منازلهم. الوضع الصحي والإنساني في القطاع يتدهور بسرعة، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوقف هذا التصعيد وتأمين الحماية للمدنيين في غزة.
التعليقات