تعرف على خطة مصر في تطوير صناعة "الغزل والنسيج"

آلاف العمال طالبوا الحكومة المصرية بضرورة تطوير صناعة الغزل والنسيج لتعود لسابق عهدها، وتكون مشروعًا قوميا تتبناه الدولة حتى تعود الشركات والمصانع رائدة للصناعة على مستوى العالم .

وتعالت الأصوات من حناجر ملتهبة للنداء بتنفيذ خطة التطوير التي تم إعدادها من قبل مكاتب خبرة أجنبية، أًسندت لها الحكومة المصرية ملف النهوض بقطاع الغزل والنسيج في مصر الذي كان أحد أهم قطاعات الدولة مساهمة في الاقتصاد المصري في الستينيات وحتى فترة الثمانينيات.

تحت عنوان "يلا نعمرها.. وبإيدينا نطورها .. عمال النسيج يد تبني ويد تحارب الإرهاب"، نظمت نقابة الغزل والنسيج المصرية مؤتمرًا أشاد فيه محمد سعفان وزير القوى العاملة المصري بدور عمال الغزل والنسيج في بناء مصر، التي تحمل لهم كل التقدير والاحترام، وفي نفس الوقت تحملهم مسئولية كبيرة في التنمية لما لهم من تأثير كبير على الاقتصاد القومي، مؤكدا أن مصر تمر بكثير من التحديات في هذه المرحلة، أولها مواجهة الإرهاب وثانيها هو تحدي البناء والتنمية.

وحمل قال الوزير المصري العمال مسئولية التصدي لهذا النوع من الإرهاب من خلال العمل والإنتاج، مؤكدا أن عمال الغزل والنسيج من أوفي العمال ولديهم روح وطنية ظهرت في كثير من المواقف .

وأشار الوزير إلي أن تطوير قطاع الغزل والنسيج يُعد من أولويات الحكومة وعلى رأسها القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، مؤكدا أن هناك خطوات جدية أخذت بالفعل وتم وضع خطة ودراسة متكاملة من شركة عالمية  لتطوير هذا القطاع حتى تصبح صناعة الغزل والنسيج الصناعة الأولى في مصر .

ومن جانبه قال عبد الفتاح إبراهيم رئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج -إحدى نقابات اتحاد العمال المصري- إن شعار هذا المؤتمر يهدف إلى إيصال رسالة للدولة أن عمال الغزل والنسيج لديهم رغبة حقيقية في تطوير الصناعة التي تعاني من عدة مشكلات يتحملها العمال من أجل إنقاذ  هذه الصناعة، مطالبا الدولة بضبط السوق المصري ورفع الرسوم الجمركية على البذور والأقمشة والمنسوجات .

وأكد أن حماية هذه الصناعة ستعمل على حل مشكلة البطالة لأنها تعد من الصناعات كثيفة العمالة ، وتمثل حاليا 30 % من الصناعة في مصر، مطالبا بتفعيل الدراسات والخطط التي انتهت بالفعل لتحقيق النهضة الحقيقية.

ومن جانبه أكد الدكتور أحمد مصطفى رئيس الشركة المصري القابضة للنسيج، أنه في خلال 3 سنوات ستصبح صناعة الغزل والنسيج صناعة رائدة متطورة، موضحا أن الدولة بدأت في تنفيذ خطة تطوير الحليج وأن الصورة أصبحت واضحة الآن لبدء في تطوير الصناعة ككل .

وكان قد أعلن الدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال العام المصري عن خطة تطوير وإعادة هيكلة الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، والتي ستتم على 3 مراحل تتضمن تطوير شركات المحالج ثم شركات الغزل ثم النسيج.

وأشار وزير قطاع الأعمال المصري إلى أهمية مرحلة الحلج لأنها أول مرحلة في عملية الغزل والنسيج، حيث توجد ٣ شركات بها ٢٥ محلج لم يتم تطويرهم على مدى عقود طويلة مما أثر على جودة المنتجات القطنية.

وأكد الشرقاوي، أن الخطة تتضمن إعادة توزيع المحالج على محافظات زراعة القطن، حيث تم طرح كراسة الشروط لمناقصة توريد ١١ محلج حديث بطاقة إنتاجية عالية.

وأضاف الشرقاوي أن خطة التطوير تهدف إلى إنتاج قطن عالي الجودة بدون شوائب، بما يساهم في الاستمرار في الارتقاء بجودة القطن المصري، منوهًا إلى أنه لن يتم الخلط مرة أخرى، والذي كان يؤثر على جودة القطن المنتج.

جدير بالذكر أن صناعة الغزل والنسيج تعد من أقدم المهن التي امتهنها المصري القديم منذ عهد الفراعنة حتى بداية القرن التاسع عشر الميلادي؛ مرورا بالإمبراطورية العثمانية والتي تشكلت صور عمله في ورش صغيرة محدودة جدا؛ حتى تطورت مع دخول الصناعة الحديثة في ورش منطقة بولاق والمنصورة في عهد محمد علي باشا، حتى وصلت حين ذاك إلى 30 ورشة، وعمل بها أكثر من 12 ألف عامل.

وكانت صناعة الغزل هي الأهم داخل مصر في منتصف القرن التاسع عشر، وفي عام 1868 كانت في مصر 441 ورشة للصباغة يعمل بها نحو 1700 عامل، يمثلون ثلث العاملين في حرفة النسيج، واعتمدت هذه الحرفة حين ذاك على العمالة الرخيصة عبر استخدام النساء في العمل خاصة الريف المصري.

وأشارت إحصائيات عام 1873 إلى أن عدد عمال الغزل والنسيج في القاهرة والإسكندرية بلغ 6037 عاملاً، وفي باقي الأرجاء 22187 عاملاً، وانتشروا في مدن المحلة الكبرى، والمنصورة، ودمياط، ومنوف، والفيوم، وبني سويف، وأسيوط.

ويعمل بهذا القطاع وفقا لتصريحات عبد الفتاح إبراهيم رئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج، قرابة المليون عامل ما بين رجال ونساء، مقسمين في نحو 4000 مصنع بالقطاع العام والخاص.

التعليقات