هجمات غامضة على موظفين السفارة وراء منع الكوبيين من دخول أمريكا وخفض التمثيل الدبلوماسى

قال كوبيون، إنهم شعروا بحزن وغضب، بسبب قرار الولايات المتحدة أمس الجمعة، بوقف إصدار تأشيرات في سفارتها في هافانا، والذي سيزيد من تشتت الأسر المشتتة بالفعل، بسبب مضيق فلوريدا. وقالت الولايات المتحدة إنها ستقلص وجودها الدبلوماسي في كوبا بأكثر من النصف، بسبب "هجمات" غامضة، أصابت عددا من موظفي سفارتها بفقدان السمع والدوار والغثيان، ومن ثم ستوقف العمليات المعتادة لإصدار تأشيرات.

وقالت امرأة، تبلغ من العمر 74 عاما، وكانت تعتزم القيام بزيارة للولايات المتحدة للقاء شقيقتها وأولادها: "عندما تعرف أنك لن تستطيع الذهاب لرؤية أسرتك شيء فظيع".

وقالت: إنها كانت تريد أيضا زيارة قبري شقيقتها وأمها، وكانت هذه المرأة تسافر بشكل منتظم إلى هناك، ولكنها لا تعرف الآن ببساطة متى يمكنها أن تفعل ذلك.

وقالت لورا هيرنانديز، وهي طالبة كوبية، كانت تأمل بالانتقال للإقامة مع والدها في الولايات المتحدة: "هذا شيء غير ضروري وغير إنساني"، وفي حين أن عدد سكان كوبا 11.2 مليون نسمة، فهناك ما يقدر بنحو مليوني كوبي أمريكي في الولايات المتحدة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أبدى غضبه بشأن إصابات الدبلوماسيين في كوبا، وقال في تصريحات للصحفيين، عقب قرار وزارة الخارجية: "إنهم يفعلون بعض الأمور السيئة في كوبا".

وبعث الإجلاء الجزئي، الذي جرى تصويره على أنه إجراء وقائي، برسالة تدل على سخط واشنطن تجاه تعامل كوبا مع الأمر، ومثل ضربة جديدة لسياسات الرئيس السابق باراك أوباما الرامية للتقارب مع كوبا، التي كانت خصما لواشنطن إبان الحرب الباردة.

وقالت مسؤولة الشؤون الأمريكية بوزارة الخارجية الكوبية، جوزيفينا فيدال: "نعتبر القرار الذي أعلنته الحكومة الأمريكية عبر وزارة الخارجية متسرعا، وسيؤثر على العلاقات الثنائية".

وأضافت في إفادة، بثها التلفزيون الرسمي: " أن كوبا ستظل تتطلع إلى مواصلة التعاون النشط مع السلطات الأمريكية، لتوضيح ما حدث". وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين: "إلى حين تتمكن حكومة كوبا من طمأنة الولايات المتحدة على سلامة أفراد الحكومة الأمريكية في كوبا، سيتم تخفيض طاقم سفارتنا إلى أفراد الطوارئ من أجل تقليل عدد أفراد الحكومة الأمريكية المعرضين للخطر إلى الحد الأدنى".

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين: "يتم تعليق عمليات التأشيرة الاعتيادية إلى أجل غير مسمى". وأضاف، أن العاملين غير الأساسيين بالسفارة، سيغادرون فضلا عن جميع أفراد أسرهم.

وكان مسؤولون أمريكيون ومسؤولون بالكونجرس، قالوا لرويترز الخميس: "إن واشنطن تعد خطة لخفض عدد موظفي السفارة في هافانا، ردا على وقائع لم يتسن تفسيرها بعد أضرت بصحة بعض الدبلوماسيين الأمريكيين هناك".

ونفت حكومة كوبا أي دور لها في ذلك، وتجري تحقيقا، لكنها تقول حتى الآن إنها لا تستطيع تحديد السبب. وقال المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية: "إن الحكومتين الأمريكية والكوبية لم تتمكنا من تحديد المسؤول عن الهجمات، لكنه شدد على أن "الحكومة الكوبية مسؤولة عن اتخاذ جميع الخطوات الملائمة لمنع الهجمات على الدبلوماسيين في كوبا".

وقال مسؤولون أمريكيون إن 21 دبلوماسيا أمريكيا وعائلاتهم، يعانون من مشاكل صحية مجهولة المصدر، بما في ذلك فقد حاسة السمع والدوار والغثيان.

التعليقات