وصف الرئيس الأمريكى جو بايدن بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، بأنه «رجل سيئ مجنون»، أو «الرجل السيئ اللعين» فى محادثة مغلقة، ورغم أن البيت الأبيض نفى ذلك، فإن تسريب ما حدث يؤكد حالة الغضب المكتوم بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية.
نيتانياهو يستحق وصف الرئيس الأمريكى تماما لأنه هو من أدخل التطرف إلى الحكومة الإسرائيلية منذ رأس الحكومة عام ١٩٩٦.
هو أطول رئيس حكومة فى تاريخ إسرائيل، حيث تجاوزت سنوات رئاسته الحكومة الإسرائيلية أكثر من ١٦ عاما على فترات متقاطعة منذ عام ١٩٩٦، واستمر لمدة ٣ سنوات حتى عام ١٩٩٩، ثم بعد ذلك منذ ٢٠٠٩ حتى ٢٠٢١، وبعد ذلك رأس الحكومة فى العام قبل الماضى حتى الآن.
أشعل بنيامين نيتانياهو لغة التطرف منذ رئاسته حزب الليكود، ليقود إسرائيل إلى اليمين المتطرف، وتتراجع الأحزاب اليسارية، والعلمانية، والحركات الداعية إلى السلام، والتعايش إلى أدنى مستوياتها.
ولأنه دائما ينقلب السحر على الساحر فقد ازدادت لغة التطرف الإسرائيلية، وظهرت أحزاب أكثر تطرفا فى الساحة الإسرائيلية من الليكود، وظهر قادة الأحزاب الآخرون، على غرار بن غفير، وسموتريتش، وليبرمان، ينازعون نيتانياهو سيطرته على اليمين المتطرف، وبات نيتانياهو أسيرا لهؤلاء، كما بات مستقبله معلقا على التعاون معهم.
يخوض نيتانياهو حرب غزة بلغة تطرف عنصرية حادة، داعيا إلى إبادة الفلسطينيين، وتهجيرهم قسريا، وطوعيا، ويسانده فى ذلك مجموعة السفهاء المتطرفين من زعماء اليمين المتطرف الإسرائيلى، فى حين وقعت الإدارة الأمريكية فى المأزق ذاته نتيجة دعمها اللا محدود لإسرائيل.
بايدن الآن فى عام الانتخابات، وهو مهدد بفقدان الأصوات العربية، والإسلامية، وكل الأصوات العاقلة داخل صفوف الحزب الديمقراطى.
أعتقد أن وصف بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلى يكشف عن الجزء الغاطس فى العلاقة بين إسرائيل وأمريكا.
مجلة "بوليتيكو" الأمريكية كشفت عن هذا الجزء الغاطس بعد أن نقلت عن مصادر لها وصف الرئيس الأمريكى لرئيس الوزراء الإسرائيلى، وربما تكشف الأيام المقبلة عن مزيد من التفاصيل.
التعليقات