اختتام فعاليات النسخة الـ 2 للمنتدى العربي للمناخ في دبي

اختتمت فعاليات النسخة الثانية من المنتدى العربي للمناخ، الذي استضافته كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، وأطلقته الشبكة العربية للمنظمات الأهلية بالشراكة مع برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، تحت شعار " الزراعة المستدامة والأمن الغذائي: معًا لبناء قدرات الصمود والتكيف لصغار المزارعين"، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال آل سعود، رئيس أجفند، وذلك قبيل انعقاد "COP28"، في الدولة في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر 2023، في دبي.

وسلطت النسخة الثانية من المنتدى العربي للمناخ في دبي، الضوء على رصد وتقييم تداعيات التغيرات المناخية على قطاع الزراعة وصغار المزارعين في المنطقة العربية والدول النامية، وأثرها على الأمن الغذائي وسلاسل إمداد المنتجات الغذائية والثروة الحيوانية، وآليات تعزيز صمود ومرونة صغار المزارعين، والتوسع في تطبيق أساليب الزرعة الذكية مناخياً، وعلاقة الشمول المالي لصغار المزارعين.

وقال الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، إن جلسات المنتدى عززت النقاشات والبحوث الهادفة إلى مواجهة التحديات المناخية التي تواجهها جميع دول العالم والدول العربية، بجانب البحث في معالجة هشاشة القطاع الزراعي تجاه تغيُّر المناخ وتأثيره على الأمن الغذائي، وتطوير السياسات الزراعية في المنطقة العربية لمواجهة الظواهر المناخية القاسية التي تؤثر على صغار المزارعين وتمكين صمودهم لضمان الأمن الغذائي العربي.

وشهدت أعمال النسخة الثانية من المنتدى، طرح العديد من أوراق العمل والبحوث والمبادرات المدنية التي تستهدف تمكين صغار المزارعين من التكيف مع التغيرات المناخية التي تواجه المنطقة العربية، وتعزيز ممارسات الزراعة المستدامة والذكية مناخيا، لدعم مرونة وتنوع الأنظمة الغذائية العربية وإحراز تقدم ملموس في إنفاذ الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، والذي يُعنَي بالقضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة.

وأصدر المنتدى في ختام أعماله، سلسلة توصيات شملت تسعة محاور وهي: محور الزراعة المستدامة ونهج الترابط بين المياه والطاقة والغذاء والنظم البيئية، ومحور تعزيز صمود المجتمعات الهشة، ومحور التمويل والاستثمار والشمول المالي، ومحور التشريعات والسياسات الزراعية، ومحور تفعيل دور المجتمع المدني، ومحور التكنولوجيا والابتكار، ومحور الأسواق وسلاسل التوريد المستدامة، ومحور التعاون الإقليمي والدولي، ومحور نظم الرصد والتقييم والتعلم.

وأكد المنتدى أهمية التوسع في تقديم برامج التدريب وبناء القدرات لصغار المزارعين حول الممارسات الزراعية المستدامة، والتي تراعي سياقات مجتمعاتهم المحلية استنادا إلى نهج الترابط بين المياه والطاقة والغذاء والبيئة، ويشمل ذلك ورش عمل وندوات ومزارع تجريبية ومدارس حقلية للتعرف على التقنيات المستدامة، لافتا إلى أهمية تشجيع المزارعين على تبني ممارسات تتسم بالكفاءة في استخدام الموارد المائية لتقليل الهدر مثل الري بالتنقيط والزراعة الدقيقة وإعادة تدوير المياه.

ودعا المنتدى إلى دعم المجتمعات الهشة في رحلة التكيف مع تغير المناخ، من خلال تنفيذ نهج الترابط بين المياه والطاقة والغذاء والنظام البيئي استنادًا إلى المعرفة المحلية، مما يساعد هذه المجتمعات على أن تكون أكثر مرونة.

وأكدت التوصيات على ضرورة إيلاء اهتمام خاص للنساء الريفيات ذوات الدخل المنخفض اللاتي يتعرضن للتهميش والضعف، لاسيما بسبب عدم المساواة المنهجية بين الجنسين.

وأوصى المنتدى بضرورة تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص بهدف حشد الموارد لمشاريع الزراعة والمياه القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ، خاصة في مجال الأعمال التجارية الزراعية.

وأكد أهمية إجراء مزيد من بحوث التقييم حول مبادرات المجتمع المدني في القطاع الزراعي وتعزيز مرونة وصمود صغار المزارعين لضمان التوسع في التدخلات الناجحة، وتحقيق الاستدامة.

كما أكد على ضرورة البحث والتطوير والابتكار والاستثمار في تطوير تقنيات فعالة من حيث التكلفة لصغار المزارعين، مثل أنظمة الري منخفضة التكلفة، والزراعة الدقيقة، والآلات الصغيرة وحلول التخزين بعد الحصاد، ودعا الى تحسين وصول صغار المزارعين إلى الأسواق من خلال دعم تطوير سلاسل القيمة المحلية والإقليمية.

وأشار المنتدى إلى أهمية تعزيز تيسير سبل التعاون الإقليمي والدولي لتبادل المعرفة والبيانات والمعلومات، وأفضل الممارسات الزراعية المستدامة، وحشد الموارد للتكيف مع تغير المناخ لدعم مرونة القطاع الزراعي، وإنشاء نظام لرصد وتقييم تأثير جميع التدخلات التي تستهدف تعزيز مرونة صغار المزارعين في مواجهة تغير المناخ، بدءا من الخطط الوطنية للتكيف والتخفيف، مرورا بالمبادرات الأهلية، ووصولا إلى الجهود المحلية ذات الصلة، ومشاركة النتائج مع أصحاب المصلحة لضمان التحسين المستمر وتحقيق أفضل النتائج.

وتأتي استضافة كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، للنسخة الثانية من المنتدى العربي للمناخ، انطلاقاً من حرص الكلية على دعم مسيرة التميز الحكومي في دولة الإمارات بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام، من خلال تقديم منظومة متكاملة من البرامج التعليمية والتدريبية والأبحاث والدراسات، وتوثيق التجربة الإماراتية المتميزة، وإعادة إنتاج وتبادل المعرفة بين المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات والدول العربية.

التعليقات