التقت شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية مع حوالي 80 مقاولًا تركيًا هذا الأسبوع لمناقشة مشاريع محتملة بقيمة 50 مليار دولار في المملكة، حسبما أفادت بلومبرج أمس الاول.

وقال رئيس نقابة المقاولين الأتراك، إردال إرين، إن المشاريع المحتملة يتم التخطيط لها حتى عام 2025، وأضاف: تريد أرامكو رؤية أكبر عدد ممكن من المقاولين الأتراك في مشاريعها إنهم يخططون لمصفاة وخطوط أنابيب ومباني إدارية وإنشاءات بنية تحتية أخرى بقيمة استثمارات تصل إلى 50 مليار دولار" ستضع أرامكو قريبًا قائمة بالمقاولين الذين سيعملون على المشاريع، وسيجتمع الطرفان مرة أخرى قريبًا في المملكة العربية السعودية.

وبحسب مصادر إعلامية تمثل هذه الخطوة لحظة مهمة لاقتصاديات البلدين  أرامكو هي ثالث أكثر الشركات قيمة في العالم ولها تأثير لا مثيل له في أسواق النفط العالمية  في غضون ذلك، تضررت الشركات التركية بشدة من الحرب في أوكرانيا والعديد من الزلازل المميتة في وقت سابق من هذا العام والتي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص. 

ووفقا لخبراء فهذه الاتفاقية يمكن أن تكون جزءًا من محاولة لإعادة الزخم للعلاقات بين السعودية وتركيا وتدشين الاستقلال الاقتصادي للاخيرة بعيدا عن الغرب ونقلت المونيتور عن إمدات أونير، الدبلوماسي السابق ومحلل السياسات البارز في معهد جاك دي جوردون للسياسة العامة بجامعة فلوريدا الدولية ، قوله إن اهتمام أرامكو بإشراك المقاولين الأتراك يمكن اعتباره جزءًا من جهود المصالحة الجارية بين أنقرة والرياض. 

ليس لديه خيار سوى تغيير نهجه 

ويسعى الرئيس رجب طيب أردوغان بنشاط إلى إيجاد فرص لتقليل  الضغوط الاقتصادية على اقتصاد بلاده وفي هذا السياق ، يجب النظر إلى العقود مع دول الخليج والشركات ، بما في ذلك أرامكو، على أنها استراتيجية أردوغان لما بعد الانتخابات للتخفيف جزئيًا من التحديات الاقتصادية الخطيرة التي تواجهها تركيا  فاقتصادها يمر بأزمة عملة كبيرة، مع انخفاض قيمة الليرة وفوز أردوغان بولايته الثالثة بفارق ضئيل  ليس لديه خيار سوى تغيير نهجه .

يذكر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلما سبق وضخ خمسة  مليارات دولار للاقتصاد التركي دون قيود وهو ما كان له تاثيره بجانب الأموال الأخرى القادمة من الخليج والإمارات العربية المتحدة وروسيا على استقرار الليرة نسبيا ، وتوقع محللون استمرار تعميق العلاقات التركية السعودية والتركية الإماراتية ، وكانت الإمارات العربية المتحدة وتركيا صادقتا قبل يومين على اتفاقية تعاون تهدف إلى رفع حجم التبادل التجاري بينهما  إلى 40 مليار دولار في غضون خمس سنوات. "