أردوغان أمام جهاز المحاسبات: زمن الحكومات الائتلافية انتهى ولن يعود أبدا

مع دخوله العقد الثالث كشخصية بارزة في السياسة التركية وفقا لصحيفة صباح بنسختها الانجليزية وعلى موقعها الإلكتروني، أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعصر جديد في البلاد.

وقال "أردوغان" اليوم الأربعاء، في خطاب له أمام الهيئة العليا المسؤولة عن تفتيش المؤسسات البيروقراطية بالعاصمة أنقرة (جهاز المحاسبات المركزي)، إن الانتخابات الأخيرة التي انتصر فيها "وضعت حداً للجدل حول النظام القديم" (النظام البرلماني)، مؤكدا أن "عصر الحكومات الائتلافية لن يعود أبدًا" وهنا تدخلت الصحيفة لتقول "كانت كتلة المعارضة المكونة من ستة أحزاب، والتي رشحت زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيلتشدار أوغلو ضد أردوغان في الانتخابات الرئاسية (دون التويه بان الاخير نفسه قاد تحالف مكون ايضا من 6 أحزاب)، بإلغاء نظام الرئاسة التنفيذية، لكن الأمة استنادا لصباح دعمت أردوغان بأغلبية ساحقة في جولة الإعادة هكذا قالت حيث حصل على أكثر مايزيد على 52%.

أنه "النضج الديمقراطي التركي" 

ولأنها  لسان حال القصر الرئاسي فقد أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس، الذي حصل على فترة ولاية مدتها خمس سنوات بعد جولة الإعادة في 28 مايو، لم يقود أبدًا حكومة ائتلافية خلال فترة ولايته المبكرة كرئيس للوزراء، وذلك بفضل انتصارات ساحقة متتالية منذ عام 2002. وحتى قبل صعوده السريع وخاصة في التسعينيات (عندما كان رئيسا لبلدية إسطنبول)، كانت تركيا تحكمها سلسلة من الحكومات الائتلافية، غالبًا من قبل أحزاب ذات وجهات نظر سياسية متنافرة إلى حد كبير. 

ثم استطرد أردوغان قائلا: "مع احتفالنا بالذكرى المئوية للجمهورية التركية، فإننا نبحر نحو آفاق جديدة  وفي إشارة إلى برنامجه الإصلاحي الطموح  قال إن "قرن تركيا" أمامنا، هو علامة على العزم على تحقيق انجازات  أكبر من خلال تحقيق أهداف عمرها قرن، وحول دخوله  أول جولة إعادة في تاريخه الانتخابي رأي في ذلك "النضج" الديمقراطي التركي وعلى اية حال فـ " الديمقراطية  التركية هي الفائز الأكبر في هذه الانتخابات".

في هذا السياق لم تنس صباح تذكير الرأي العام  بالمغالطات التي ترتكبها وسائل الإعلام الغربية المناوئة دوما لتركيا ولزعيمها قائلة إنها غالبًا ما تصنف الرئيس على أنه "استبدادي"، وهو أمر أشار إلىه أردوغان بوضوح في بيان الانتخابات قبل جولة الثانية   "هل الطغاة مجبرون على التنافس في جولة أخرى؟".

صباح تبرر حتمية هذا الاختيار 

ثم يعود إلى مساويء الحكم برأسين (وفقا لتسميته) وقال أردوغان إن حكومته عانت من نفس المصير بسبب إساءة استخدام السلطات، مستشهداً بـ" أيام " لم نتمكن من تعيين بيروقراطيين لأشهر ". قاصدا دون أن يذكر ذلك بالاسم فترة رئاسة أحمد نجدت سزر ( 2000 ــ 2007 ) وزعم بأنه استطاع تجنب " هذه الصعوبات من خلال الوسائل القانونية والديمقراطية إلى أن تمكنا من إغلاق خطوط الصدع بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ".

وتبرر صحيفة صباح حتمية هذا الاختيارقائلة: تحولت تركيا إلى نظام الرئاسة التنفيذية بعد انتخابات 2018 التي فاز بها أردوغان النظام الجديد يتم الترويج له كطريقة للتغلب على تعدد عمليات صنع القرار والموافقات المطولة المتعلقة بالحوكمة، لكن تسليم المزيد من السلطة التنفيذية إلى الرئيس هو ما وضع حد فاصلا بين حاضر يسعي إلى التقدم وماضي اتسم بالجمود والتعثر .

التعليقات