جميع الأنظار في أسواق العملات تتجه إلى الانتخابات الأميركية وسط تقارب شديد في المنافسة بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وتبقى الأعصاب مشدودة رغم تزايد التوقعات بفوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون خوفا من نتيجة مفاجئة على غرار تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي التي صعقت الأسواق والمراقبين ودفعت بالجنيه الإسترليني للتراجع بنحو 10%.
وفيما أن الأسواق لا ترى سوى احتمالية 30% لفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلا أنه لا شيء مستبعد وتبقى اللعبة حتى الآن في يد أي من المرشحين. حيث من المتوقع أن تتجه الأموال الى العملات التي تمثل ملاذات آمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري وبنسبة أقل الى اليورو في حال فوز ترامب.
في هذا السياق، أشار استراتيجي العملات في بنك سيتي في لندن جوش أوبايرن أن فوز ترامب سيدفع الدولار الأميركي للتراجع ما بين 3% و4% مقابل الين.
من جانبه، قال كبير المستشارين في شركة "أس في بي فاينانشل" سكوت بيتروسكا إن الدولار سينخفض الى 99.5 ين خلال 24 ساعة من فوز ترامب في حين سيرتفع الى 105.25 في حال فازت هيلاري كلينتون.
وفي استطلاع أجرته وكالة بلومبرغ شمل أفضل تسعة محللين لأسواق العملات، توقع هؤلاء تراجع الدولار مقابل اليورو في اليوم الأول من النتيجة الى 1.1328 دولار لليورو في حال فاز ترامب في حين أن فوز كلينتون سيرفع الدولار مقابل اليورو الى 1.1006 دولار لليورو.
أما خلال أسبوع من الإعلان عن اسم الرئيس الجديد، توقع هؤلاء تراجع الدولار مقابل اليورو الى 1.1389 دولار لليورو في حال فاز ترامب في حين أن فوز كلينتون سيدفع بالدولار مقابل اليورو إلى 1.1014 دولار لليورو.
ومقابل الين الياباني، يرى المحللون أن الدولار سينخفض الى 99.06 ين خلال أسبوع إذا فاز ترامب في حين سيرتفع الى 104.78 ين إذا فازت كلينتون.
لكن البنك السويسري "جوليوس بير" و"راند مورشنت بنك" الجنوب إفريقي لديهما رأي مخالف على المدى الطويل.
إذ يتوقع المصرفان ارتفاع الدولار على المدى الطويل في حال فوز ترامب نتيجة سياساته الاقتصادية التي تشمل تخفيضات ضريبية، وإنفاق نحو 500 مليار دولار على مشاريع البنى التحتية إضافة الى نيته تشجيع الشركات العالمية مثل آبل ومايكروسوفت لتحويل المزيد من أرباحها الخارجية الى الولايات المتحدة.
ويشير رئيس الأبحاث المتعلقة بسعر صرف العملات في "جوليوس بير" دايفيد كول، أن الدولار سيرتفع إلى 115 ين والى 1.04 دولار لليورو بحلول يونيو 2017 إذا فاز ترامب في حين سيبلغ 111 ين و1.07 دولار لليورو إذا فازت كلينتون.
إذاً، من الواضح أن فوز ترامب سيخفض الأسواق على المدى القصير إلا أن الآثار طويلة الأمد ليس من السهل التنبؤ بها.
التعليقات