الآلاف يحتشدون لمناصرة كيلتشدار.. وإعلام أردوغان يصف المعارضين بالخونة

حتى كتابة هذا التقرير تبدو أنقرة وكأن لا أحد من سكان المدينة لم يبق في بيته من حجم الحشود الهائلة التي رافقت المؤتمر الانتخابي الأخير للمرشح الرئاسي لتحالف الأمة في الانتخابات التي ستجري بعد غد ولم تعبأ بالأمطار المنهمرة على رؤوس الجماهير الهادرة في منعهم من استمرار أهازيجهم الصاخبة يحدوهم آمال عريضة بالانتصار، وأمام الزحف المتواصل قامت السلطات الأمنية بغلق غالبية شوارع المحيطة بالتجمعات من فرط الازدحام.

المعارضة والغرب سيسقطان معا في 14 مايو

لكن على ما يبدو أثارت هذه المشاهد حفيظة أهل الحكم وحلفائهم من القوميين المتشددين ومتأسلمين جهاديين، وكما هي العادة لم تول وسائل الاعلام ومعظها رابضة في كنف دولة أردوغان الاهمية المناسبة، وهناك شبكات تجاهلتها وكأنها تحدث في بلد آخر، زاد ان هذه الميديا راحت تُشيطن المعارض "كيلتشدار أوغلو"  المتقلب فبحسب تقييمها  له فهو تارة لعب دور اليساري وثم القومي والمتدين الصادق وأخيرا الليبرالي الموالي للقارة العجوز والضفة الأخري من الاطلسي، ولكن مهلا يا سيد كيلتش فسوف تنهار أنت المعارضة والغرب (أوروبا والولايات المتحدة) في 14 مايو، هكذا دار تحليل صحيفة صباح لسان حال القصر الرئاسي اليوم الجمعة.

وعن كيفية هذا الانهيار الحتمي راحت الصحيفة تشرح باسهاب وتائر السقوط الذي سيكون مدويا قائلة، إن بعض القوميين بصفوف حزبي الشعب الجمهوري والحزب الصالح سيصوتون لأردوغان، مما يخلق موجة سياسية لصالح الرئيس الحالي لحظة الحقيقة مع صندوق الاقتراع والسبب الرئيسي وراء رد الفعل المحتمل هذا، هو الإحباط الشعبي والاستياء من الارتماء في أحضان منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية التي أعلنت تأييدها لكيلتش دار أوغلو، وأيضاجماعة جولين الإرهابية ( نسبة إلي الداعية الديني فتح الله جولين المستتردة خلف مرشح الطاولة السداسية. 

المؤامرة: إطلاق سراح أوجلان والإطاحة بأردوغان

علاوة على ذلك، هو أن القوميين الذي سيراجعون مواقفهم من أحزابهم " الخائنة " على قناعة في قيام  حزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للمنظمة بعمليات ابتزاز  من خلال مطالب إضافية جديدة خاصة مع إدراكهم  بأنهم أصبحوا  لديهم فرصة ليكونوا اللاعب الرئيسي في تغليب فريق على آخر، منها على سبيل المثال لا الحصر  إطلاق سراح الزعيم الكردي عبد الله أوجلان ـــ الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في جزيرة إمرالي غرب اسطنبول منذ عام 1999 ـــ جنبًا إلى جنب مع دعوات وسائل الإعلام الغربية للإطاحة بأردوغان . ونتيجة لكل هذا  أصبح المزيد والمزيد من الناخبين ينظرون إلى كيلتشدار أوغلو على أنه غربي يخون قومية بلاده.

ولم يكن غريبا في هذا السياق ــ تمضي صباح ــ أن يفطن رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي للمؤامرة التي يدبرها الخونة أعداء الوطن ولهذا شن مؤخرا هجوما لفظيا قاسيا لكيلتشدار أوغلو  قائلا  "أولئك الذين ضموا حزب الشعوب الديمقراطية وامتداده  اليسار الأخضر والإرهابيين الانفصاليين لدوائرهم  حريصون على الانتقام من النضال الوطني وهم في حالة نشوة  مع التفكك والدمار " وبالمثل، وصف  مصطفى ديستيسي، رئيس حزب الاتحاد العظيم  السيدة  ميرال أكشنار بأنها قومية "مزيفة" لانضمامها إلى "المتعاونين مع العمال الكردستاني والشعوب الديمقراطية واليسار الأخضر". 

رهانات كيلتشدار أوغلو الأيديولوجية تتساقط 

هذه الاتهامات وفقا لصحيفة أخري وهي يني شفق  لم تأت من فراغ فحملاتهم الانتخابية في جميع أنحاء البلاد تشهد على ذلك لما تحمله من شعارات معادية لكل ما هو تركي على سبيل المثال، هتف أعضاء مؤيدون لحزب العمال الكردستاني من جمهور كيليجدار أوغلو في مدين "وفان" (الحدودية أقصى شرق الاناضول) دعمًا لأوجلان، مؤسس المنظمة الانفصالية مثل هذه التطورات، إلى جانب إنسحاب محرم إنجه، رئيس حزب الوطن، الذي يتهم حزب الشعب الجمهوري بانتظام بالابتعاد عن المبادئ الكمالية، ستجعل من الممكن تغيير دفة الأمور وبحيث تصب في صالح تحالف الشعب الذي يقوده أردوغان وبالتالي تحقيق النصر الحاسم من الجولة الاولي دون انتظار  فرهانات كيلتشدار أوغلو  الايديولوجية تتساقط الواحد تلو الآخر فهو يتحدث عن تحالف الأمة باعتباره اتفاقًا على المبادئ العالمية للديمقراطية الليبرالية لكن جموع المواطنون يشاهدونه وهو يلعب دور الغربي من خلال تعهده بالموافقة على شروط الاتحاد الأوروبي ولكنهى سرعان ما ينحو إلى اليسار الرديكالي حينما يستخدم عبارات مناهضة للامبريالية  لعله يكسب تعاطف المخدعون بشعارات الشيوعية والاشتراكية الثورية.

التعليقات