مهندس تعويم الليرة التركية يرحل متأثرا بمرض باركنسون

رحل عن عالمنا مهندس التعويم في تركيا، الدكتور كمال درويش الاقتصادي البارز بعد معاناة مع مرض الشلل الرعاش بحسب صحيفة حريت اليومية بنسختها الانجليزية وقالت أيضا إن درويش توفي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان يعالج منذ فترة لم تحددها وذلك عن عمر ناهز الـ 74 عاما.  

درويش أمضى قرابة 22 سنة في البنك الدولي متدرجا في وظائفه حتى تمت ترقيته إلى نائب الرئيس المسؤول عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 1996، وبعد أزمتين ماليتين عاصفتين كانتا الأسوأ في تاريخ تركيا الحديث الأولى في نوفمبر 2000 والثانية فبراير 2001، تمت دعوته إلى موطنه واستقال بالفعل من منصبه، ليتولى منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة الراحل بولنت إجيفيت الائتلافية الثانية في الفترة من 1999 وحتى 2002. 

تغييرات هيكلية كبيرة وإصلاحات مصرفية 

في ذلك الوقت لم يكن هناك مفر من تحرير كامل لسعر صرف الليرة في اعقاب ارتفاع رهيب بمستويات التضخم ومعه انهارت سوق الأوراق المالية ، وكوزير للشؤون الاقتصادية ، كان درويش مسؤولاً إلى حد كبير عن خطة الانتعاش الناجحة التي استمرت ثلاث سنوات ، وتضمنت تغييرات هيكلية كبيرة وإصلاحات مصرفية ـ وهي الاسس التي انطلق منها حزب العدالة والتنمية الصاعد آنذاك بزعامة الرئيس الحالي رجب طيب اردوغان.  

كما تفاوض على قروض من صندوق النقد الدولي ، وهي خطوة وأن لم تحظى بشعبية كبيرة حيث كانت هناك حاجة إلى تخفيضات كبيرة في الإنفاق ومع ذلك، فإنها كانت ستؤدي إلى استئناف النمو الاقتصادي السريع في عام 2002 وانخفاض كبير في التضخم بحلول عام 2003 ، في أغسطس 2002 ، استقال من منصبه بعد خلاف مع دولت بهتشلي ، نائب رئيس الوزراء في ذلك الوقت ورئيس حزب الحركة القومية المشارك في الحكومة.

طعنت ظهري بخنجري!!

لكن الأمور سرعان ما تفاقمت وخرجت عن السيطرة الامر الذي اضطرت معه الحكومة إلى الدعوة لانتخابات مبكرة جاءت نتائجها مدمرة لها إذ خرجت أحزابها الثلاث الائتلافية ( اليسار الديمقراطي والوطن الأم والحركة القومية ) من البرلمان بعد أن فشلت في تخطي عتبة الـ 10 % للتمثيل في البرلكان ، حينها قال بهتشلي عبارته الشهيرة " طعنت ظهري بخنجري كونه الح وبشدة علي الذهاب إلي صناديق الاقتراع . 

وبعد استقالته وجنبا إلى جنب مع وزير الخارجية الاسبق إسماعيل جيم ونائب رئيس الوزراء الاسبق حسام الدين أوزكان ، شارك درويش في تأسيس حزب تركيا الجديد ومع ذلك ، لم ينضم اليه وأصبح مرشحًا برلمانيًا عن حزب الشعب الجمهوري وانتخب نائبا عن اسطنبول في انتخابات 3 نوفمبر 2002 وفي 9 مايو 2005 ترك السلطة التشريعية وتم تعيينه رئيسًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وفي العام 2009 ، سلم هذه المهمة إلى هيلين كلارك ، رئيسة الوزراء السابقة لنيوزيلندا.

التعليقات