المعارضة في السلطة ستدعم " المثلية " وتهدم قيًم والتقاليد الاصيلة للمجتمع

ساعة الحقيقة تقترب والانتخابات التركية المصيرية ( رئاسية وبرلمانية ) باتت علي مرمي البصر والشارع بطوائفه ينهكه الغلاء واستطلاعات الراي تتواصل وهي في المجمل تؤشر علي مشهد مغاير ينتظر البلاد ، ولأن هذا الأخير يمثل كابوس مخيف حتما لا يريده  حزب العدالة والتنمية الحاكم  الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان ، كما أن الوقت يمض ، أذن لا مفر من استخدام كافة الاساليب الدعائية حتى لو كانت مغرضة وغير شريفة ، فهذا لا يهم .. فاما النصر الذي لا بديل عنه ، أو الهزيمة وما سيترتب عليها من تداعايات وحساب والنبش في الملفات وما أكثرها علي مدار عقدين من الحكم ..  وفي سياق العزف علي النعرات القومية والقيم الاخلاقية والدينية صدرت توجيهات القصر الرئاسي في أنقرة إلي كوادر الحزب بعموم الاناضول بالتركيز علي " وباء المثلية " أنه  سلاح ناجع لا ريب فيه فمن شانه إثارة غيرة الجماهير المؤمنون  ودفعهم دفعا للالتفاف حول الرئيس المؤمن وحلفائه القوميين المتشددين وفي المساجد سيقوم الوعاظ بالواجب خصوصا في عمق الاناضول وحتي تاتي الضربات بثمارها الطيبة لابد من ايصال رسالة إلي الراي العام تقول المعارضة مع المثلية والمثليين وفي حال اعتلت السلطة ستهدم قيمكم ودينكم وتقاليدكم التي ورثتموها من أجدادكم علي مر العصور. وها هو اردوغان يعلنها صراحة  ويكررها علي مدار اليومين الفائتين أن مجتمع المثلية هو "أقوى تيار يهدد مستقبل الدول الغربية"وفي حديثه خلال تجمع حاشد بطرابزون المطلة علي البحر الأسود ومعقل الأصوليين المحافظين ، عاد إلي ترديد رسائله المعادية للمثليين الذين تدعمهم وتباركهم المعارضة المكونة من ستة أحزاب. 

أحزاب الطاولة السداسية مع المثلية والمثليون 

وقال: "لا يمكن للمثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية الانضمام إلى حزب العدالة والتنمية " ثم متسائلا ومجيبا في الوقت ذاته "  هل حزب الشعب الجمهوري مؤيد للمثليين؟ نعم! ، هل حزب الخير ( رغم أنه قومي محافظ )  مؤيد لمجتمع الميم؟ نعم!  هل يستطيع الآخرون ، في تحالف الامة المعارض ، أن يعارضوا ذلك؟ بالطبع لا هكذا أجاب مضيفا: "لكننا نحن لا ندعمهم فالعائلة بالنسبة لنا مقدّسة" ! لكن أردوغان وهذا وفق لمحلل سياسي بارز : تناسي أن اثنين من قادة الطاولة السداسية الذين يتهمهم بتأييد المثلية وهما " أحمد دواد أوغلو " رئيس الوزراء الاسبق ورئيس حزب العدالة والتنمية ( 2014 ــ 2016 ) قبل النظام الرئاسي وعلي باباجان نائب رئيس الوزراء الاسبق للشئون الاقتصادية ، كانا من أكثر خلصائه ، وهو يعلم قبل غيره أنهم  مثله علي ذات القيم والتقاليد المحافظة ( زوجتيهما سارة وإيلكو زينب محجبتان ) ، لكن شهوة السلطة تجعله يضحي بالاخلاق  كجزء من جهوده لتسليح  رهاب المثلية  لدي بسطاء شعبه كي يهبوا غضبا في وجوه منافسيه الذي يريدون زحزحته من علي كرسي الحكم !! 

الزواج بين الحيوانات والبشر !!   وعلى الرغم من أن الخطاب المثير للانقسام والاستقطاب كان منذ فترة طويلة عنوان الخطاب الشعبوي الذي يتبناه أردوغان  ، منذ أوائل عام 2021 ، عندما انسحب  من اتفاقية دولية لمكافحة العنف ضد المرأة المعروفة باسم " اتفاقية اسطنبول " التي كانت تشجع على المثلية الجنسية وتغيير الجنس هكذا برر الانسحاب منها إلا أن الحملة الانتخابية الحالية تميزت بتصعيد خطير غير مسبوق ولا تقتصر فقط علي الحزب الحاكم وانما أمتد لحلفائه الذين أضيف لهما حزبين إسلاميين منهم حزب الله المنحل الداعشي الهوي. وعلى مدى الشهرين الماضيين ، أثار أردوغان ومسؤولوه الحكوميون مشاعر الخوف من المثليين بين قاعدتهم الانتخابية المحافظة. ومن المفارقات الساخرة تلك التي تضمنها حديث صحفي في إحدى الحملات الانتخابية الأسبوع الماضي تم أجراؤه مع وزير الداخلية سليمان صويلو الذراع الأيمن لأردوغان وفيه ذهب  إلى حد الأدعاء بأن مجتمع الميم "يشمل أيضًا الزواج بين الحيوانات والبشر"!!

التعليقات