بعد مشهد "مطبخ أوغلو".. أردوغان يهاجم منافسه بشدة ويتهمه بدعم الإرهابيين

يبدو أن مشهد "كمال كيلتش دار أوغلو" الذي ظهر فيه وهو بمطبخه المتواضع جدا وبجانبه ضيفه علي باباجان رئيس حزب ديفا أي الشفاء يحتسيان الشاي، أثار حفيظة الرئيس رجب طيب أردوغان وأركان حكمه فجميعهم مولعون بالبذخ والإنفاق، زاد من حنق أردوغان هو أن منافسه على منصب الرئاسة أعلن أنه لن يكتف فقط ببيع طائراته الرئاسية بل سيحول قصره المنيف أيضا ذو الألف ومائة غرفة في وسط العاصمة أنقرة إلى جامعة يستفيد منها الآلاف الطلاب. 

دغدغة مشاعر البسطاء 

وبطبيعة الحال هذه المشاهد التقشفية الزاهدة بجانب أنها تجذب قطاعات عريضة من المواطنين الذين يعيشون ظروف حياتية صعبة فهي ايضا تجعل هؤلاء ينفرون من صور الترف التي يظهر فيها أردوغان، المحيطين بالأخير الذين يتحدثون بعيدا عن الأعين بأنهم في موقف صعب وليسوا على ثقة في النصر لذلك كان لابد لهم من البحث عن وسائل وطرق لا تكف بتحسين صورة زعيمهم بل تشويه الخصم. 

وهنا السؤال من أين نقاط ضعف المنافس الشرس كي ينطلق منها اردوغان تنكيلا وهجوما، ولتكن البداية بتسفيه مظاهر التواضع الذي حرص بتصديرها للرأي العام فهي أشبه بالعنكبوت التي يلهي به الأطفال الصغار، كفاك استدار العواطف وانت تظُهر مطبخك ثم عاد لموضوعه الأثير حزب الشعوب الديمقراطية الكردي عدوه اللدود والهدف هو إثارة النعرات القومية ولأن الأخير أعلن دعمه صراحة لمرشح تحالف الأمة، لم يجد أردوغان صعوبة في ترديد العبارات النارية التي تلهب أفئدة مناصريه وتدغدغ مشاعر البسطاء الغيورون علي وحدة وطنهم بعلمه الواحد ولغته الواحدة متهما دون مواربة كيلتشدار أوغلو واعوانه بالتحالف مع الارهاب والارهابيين. 

أردوغان يتبرأ من مأساة "وان"

ويمضي محذرا: يا سيد كمال "منظمتك الإرهابية لن تتمكن من لمس شعرة من راس أي مواطن او مواطنة" يا إخواني، أنتم تتذكرون زلزال "وان" قبل اثنتي عشرة سنة، أليس كذلك؟ من كان رئيس البلدية آنذاك؟ أنه من الشعوب الديمقراطية في ذلك الوقت، لم يتخذ خطوة فيما يتعلق بعطش فان ماذا قال، "دع الدولة تفعل ذلك؟، وقمنا بواجبنا أروينا عطش فان قمنا ببناء ما دمره الزلزال نحن صنعنا ودشنا شاطئ بحر فان (أكبر بحيرة مغلقة بعموم الأناضول) أين البلدية ولماذا لم يقم عمدتها بعمله؟ مع الأسف هدفهم هو الهدم وليس البناء.

لكن أردوغان وهذا وفقا لمتابعين تناسى عمدا القيود التي فرضتها حكومة العدالة التي يقودها على كل البلديات ذات الغالبية الكردية بجنوب ششرق البلاد عقابا لسكانها، لأنهم لم يصوتو لصالح حزبه، الأمر الذي افضي عمليا إلى شلل رؤسائها ثم أن المسئولية الأكبر تقع على عاتق الولاة المحافظين وجمعهم يعنيهم رئيس الجمهورية وكان أنذاك رفيق دربه عبد الله جول بناء علي ترشيح رئيس الوزراء وذلك قبل الانتقال الي النظام الرئاسي.

نحن نجاهد في سبيل الله 

وها هو يواصل مغالطاته دون كلل، ليقول إنهم فقط (معارضيه) يتقيئون من الوحشية! ونحن جاهزون لعقابهم يوم 14 مايو؟ أولئك الذين يرتكبون جميع أنواع الجرائم هم الآن من مؤيدي حزب الشعب الجمهوري أما نحن فنقوم ببناء عشرات المدارس والمستشفيات ونعطي المزايا الاجتماعية والطرق المقسمة والسدود والمطارات ومرافق الري والغاز الطبيعي نأمل أن ننتهي من بناء الطريق الدائري العام المقبل قمنا باستثمار عام بقيمة 96 مليار ليرة في "فان" فهل أنت يا سيد كمال جاهز لاستمرار كل هذه الأعمال والخدمات؟".  

ثم مختتما خطابه الشعبوي لا تصدقون هؤلاء إخواني الأعزاء، الأتراك والأكراد شعب واحد، لا يوجد تركي ولا كردي ولا عربي في ديننا نحن مسلمون نجاهد في سبيل الله، نحن نحب إخواننا الأكراد بنفس الفهم، ومن الآن فصاعدًا، لن يُذكر تركيا القوية بالإرهاب، ومن الآن فصاعدًا سيُذكر تركيا بثروتها النفطية القادمة.

التعليقات