أردوغان يُقحم المساجد في دعايته الانتخابية.. وزعيم المعارضة يتحدي ويُعلن هويته العلوية

الدين.. يبدو أنه سلاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في معركته الوجودية يكون أو لا يكون والتي تنتظر الحسم منتصف الشهر المقبل واليوم، وعقب صلاة الجمعة واحتفالا بعيد الفطر حول باحة "المسجد الأزرق" ــ الاشهر ليس باسطنبول  فحسب بل بعموم الأناضول ـــ والذي اعيد ترميمه إلى ساحة تحشيد سياسي وها هو يدعو المؤمنين على التوحد أمام من يصنعون ديانة جديدة في إشارة إلى طائفة العلويين صارخا فيهم بعبارات جياشة "14 مايو يجب أن تكون نهايتهم"، وقال مستهدفًا المعارضة: "سنعمل ليل نهار حتى اللحظة الفاصلة وسنحولهم إلى جثث سياسية"، ثم مكررا ذات العبارة "يجب أن يكون 14 مايو نهاية لهم". 

دغدغة المشاعر الدينية 

وبطبيعة الحال كان لا بد أن يحيط الرئيس نفسه بكوكبة من قيادات حزبه العدالة والتنمية الحاكم وبعض حلفائه، في مقدمتهم رئيس الجمعية الوطنية الكبرى (البرلمان)  مصطفى شنتوب ووزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي ورئيس حزب "هدى- بار"، زكريا يابجي أوغلو، المعروف بقربه من منظمة حزب الله الإرهابية، ولدغدغة المشاعر الدينية خاطب أردوغان انصاره الغيورين علي دينهم  قائلا "ماذا تقول المعارضة أنهم سيلغون ديانت عندما يصلون للسلطة ؟ أذن هم سيدشنون" رئاسة بدلاً من الإيمان" يالها من سخرية وأقول لهم كفي فهذا لن يحدث .. انتظروا نهايتكم  التي هي قريبة جدا..!! 

وتعهد أردوغان أن ما جري من عمليات ترميمية لن يتقصر فقط علي المسجد الازرق بل سيمتد إلي صروح أخري  داخل وخارج البلاد متمنيا تواصل إقامة الصلوات في مسجدنا، وأن يغمر القلوب الايمان والسلام ، لقد قمنا بحماية بآلاف الأعمال داخل حدودنا وخارجها والفضل يعود إلي مؤسساتنا ( هيئة الاوقاف والكيانات التابعة لها).

وخلال وضع حجر الأساس لمشاريع إنشائية في منطقة غازي عثمان باشا بإسطنبول تعهد أردوغان بقيام حكومته بحملة تحول عمراني علي تتحمل الدولة نصف تكاليف إعادة بناء المباني القديمة وسوف يتم تقديم مساهمة مالية لمن يريد امتلاك منزل.

كيلتش دار أوغلو يكسر أحد المحرمات السياسية 

في المقابل كان للمعارضون ومعهم كتاب واكاديميين ومنظمات مجتمع مدني راي آخر.. منتقدون إستغلال اردوغان أماكن العبادة لإغراض سياسية، والتحريض على الفتنة بين الطوائف والأقليات، وقالوا ايضا أن جموع الشعب لم يعدو  ينخدعون في التمسح بالدين مستشهدون بتقارير غربية تصدرها مؤسسات عريقة علي حد وصفهم آخرها ما بثته وكالة الصحافة الفرنسية ونقلته اليوم صحيفة جمهوريت وفيه أشارت إلي مقطع فيديو "علوي" نشره زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيلتش دار أوغلو على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "خصم أردوغان كسر المحرمات بقوله إنه علوي" وهو بالمناسبة  "لم يخف هويته العلوية أبدًا، لكنه نادرًا ما يعطي تفاصيل عنها".

وأفاد التقرير الإخباري "أن رسالة الفيديو التي أرسلها "كيليتش دار أوغلو" إلى الناخبين الشباب (5 مليون شاب) الذين سيصوتون لأول مرة، تعالج القلق غير المعلن من أن الناخبين في الدولة ذات الأغلبية السنية ليسوا مستعدين لانتخاب رئيس علوي ، وفي إشارة إلى أن العلويين "يواجهون الاضطهاد ويميلون إلى الحفاظ على سرية هوياتهم بسبب التمييز والهجمات على أماكن العبادة".

أشارت الوكالة إلى أن أردوغان سبق أن اتهم العلويين بابتكار "ديانة جديدة"، وفي تغريدة علي تويتر وصفت الباحثة الزائرة في معهد بروكينغ للأبحاث ومقره الولايات المتحدة ، أسلي أيدينتاشباش ، "الفيديو " بالشجاع بشكل لا يُصدق حيث يتحدث زعيم المعارضة عن كونه علويًا وهو بذلك يكسر أحد المحرمات السياسية في تركيا".

لكن المفاجأة التي حملتها قالت وكالة فرانس برس هي "استطلاعات الرأي التي تُظهر أن الموظف السابق ( كيلتس دار أوغلو ) البالغ من العمر 74 عامًا على وشك الفوز بأصوات حاسمة منهيا حكم أردوغان وعقود من الحكم الاجتماعي المحافظ".

التعليقات