استطلاعات الرأي غير مبشرة.. وأردوغان يأمر مرشحيه بعدم ترك دوائرهم

مجددا غالبية استطلاعات الرأي التي تجري في عموم الأناضول تثير قلق الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يحاول جاهدا أن يبدد أي شك في تربعه مجددا على سدة الحكم حتى 2028، لكنه في الحقيقة هو منزعج (يشاركونه مستشاروه) فنتائجها لا تبشر بخير وها هي تشير إلى أن خصمه كمال كيلتش دار أوغلو صاروا قاب قوسين من قصره الرئاسي، الأمر الذي دفعه إلى أصدار أوامره لكافة قيادات حزبه (العدالة والتنمية الحاكم) بالتنبيه على المرشحين لعضوية البرلمان عدم ترك دوائرهم الانتخابية خلال أيام العيد وألا يأتي أي منهم للعاصمة ما لم يكن هناك تكليف مباشر من المقر أثناء الانتخابات، قائلا: "لا أريد أن أرى أي شخص لا وظيفة له في أنقرة"، ولضمان التنفيذ الصارم لهذه التعليمات تم تعيين بعض الأسماء من قبل اللجنة المركزية للحزب لمتابعة عمل المرشحين وإرسال تقارير دورية لمكتب الرئيس.

إغلاق الجنوب الشرقي بحجة كارثة الزلزال

المعارضون من جانبهم يؤكدون أن ألاعيب الحكومة التي يقودها أردوغان وحلفاؤها لا تنتهي آخرها إغلاق مدن الجنوب الشرقي في وجه قاطنيها بحجة الخوف عليهم من ارتدادات أرضية لكنهم ومن وراء الكواليس يستهدفون حرمانهم من التصويت وهذا هو بيت القصيد .. فيقول رئيس بلدية هطاي التركية إن استمرار وقف الرحلات الجوية يعني عدم قدرة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من المدينة على العودة في انتخابات 14 مايو وسط مخاوف متزايدة بشأن أمن التصويت والاقتراع ففي الوقت الذي تكافح فيه تركيا لإعادة أقاليمها التي ضربها زلزالي فبراير المدمرين إلى ما يشبه الحياة الطبيعية، تزداد إلحاح الأسئلة حول جدوى انتخابات الشهر المقبل بالمنطقة الجنوبية وبصفة خاصة مدن الجنوبي الشرقي.

وهنا تساءل عمدة "هطاي"، الأكثر تضررا من بين 11 مقاطعة التي حلت عليها كارثة السادس من فبراير، عن سبب إغلاق مطار المدينة؟ وهو ما يعني عمليا منع مواطنيها وكذا أقرانهم بالمناطق المحيطة من الوصول إلي مسقط روؤسهم للإدلاء بأصواتهم وهو ما أكده لطفي سيافش، الذي يمثل حزب الشعب الجمهوري الذي يقود كتلة المعارضة في تحالف الأمة، عندما قال "إنه لا يمكن حجز رحلات جوية إلى مطار هاتاي" وأضاف في تصريح لصحيفة جمهوريت على موقعها الإلكتروني "الجميع يتساءل لماذا لا يمكن شراء تذاكر لـ هطاي حتى 17 مايو أي بعد الاستحقاقين بفترة قصيرة؟ ألا يدعو ذلك إلى الارتياب والشكوك .. فسكان تلك الأقاليم غالبيتهم على الأقل لن يعطوا أصواتهم سواء للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان أو حلفائه من القوميين والإسلاميين وبالتالي فمصلحة هذا الأخير وضع العراقيل أمام هؤلاء وعددهم بمئات الآلاف للحيلولة دون صناديق الاقتراع.

مواطنونا يريدون العودة والتصويت  

ومع اقتراب ساعة الحقيقة نحو الرابع عشر من مايو المقبل تزداد الأسئلة ومعها تُطرح علامات الاستفهام: إذا كانت هناك مشكلة في المدرج، لماذا لا يقوم المسئولين بشرح الأسباب؛ وإلا فعليهم إخبارنا لماذا لا تستطيع الطائرات الهبوط مليئة بالركاب مع ملاحظة أنه اعيد فتحه بعد أسبوع واحد فقط من الزلزالين وعليه حطت طائرات الشحن التي تحمل مساعدات ورحلات ركاب تجارية.

وأضاف سيافش: "مواطنونا يريدون العودة والتصويت لقد مر أكثر من شهرين على وقوع الزلزال في حين كان من المفترض أن تكون الرحلات الجوية أكثر تواترا من ذي قبل، فقد تم إيقاف الرحلات".

ووفقًا لتغريدة نشرتها صحفية "خبر تورك" سيفيلاي ييلمان، أن ما لا يقل عن 500 ألف ناخب في هطاي بعيدون عن المقاطعة، وغيابهم سيضر بتحالف المعارضة يذكر أن تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نُشر يوم الاثنين أفاد بــ"أن ما لا يقل عن 3 ملايين شخص تركوا منازلهم في منطقة الزلزال، وكثير منهم اتجهوا إلى أجزاء أخرى من البلاد ". وهذا الرقم لم يبعد كثيرا عن الأرقام التي أعلنها القصر الرئاسي نفسه في العاصمة أنقرة وهي 3.3 مليون نازح فروا من أماكن إقامتهم بحلول مارس المنصرم. 

وعلى رغم ما قاله "أحمد ينير"، رئيس المجلس الأعلى للانتخابات في وقت سابق، إن الانتخابات سيتم تسهيلها من خلال صناديق الاقتراع التي أقيمت في ملاجئ مؤقتة والسماح لأولئك الذين انتقلوا بعيدًا بتغيير عنوانهم المسجل بسهولة، إلا أن هناك مخاوف من أن الناخبين الذين غادروا مقاطعاتهم الأصلية سيواجهون صعوبات في التصويت وحال تمكنوا فلا ضمانات في فرز الأصوات خاصة وأن هذا المدن المنكوبة تخضع في الاساس لحالة الطوارئ.

التعليقات