مزاعم بامتلاك رجال أعمال ووزراء بحكومة أردوغان شقق في العاصمة الإنجليزية لندن

اعتقلت السلطات التركية أمس الأربعاء الكاتب الصحفي والإعلامي الشهير "سردار أكينان" بتهمة نشر أخبار كاذبة. وفي تصريحات نقلتها مواقع للتواصل الاجتماعي ووسائل إعلام مستقلة، أكد محاميه النبأ واصفًا موكله بأنه "صحفيا وإعلاميا مخضرمًا اعتقل في مدينة تشانكلي الساحلية الواقعة في محيط بحر مرمرة شمال غرب البلاد".

وفي تغريدة له على تويتر كتب "سيردار أكينان" (Serdar Akinan) البالغ من العمر 55 عامًا، أنه كان رهن الاعتقال حيث اقتحمت الشرطة منزله فجرًا وجرى اقتياده إلى منطقة "أياشيك" في إسطنبول، حيث كان من المقرر أن يمثل أمام المحكمة بعد استجوابه من قبل الشرطة.

المقربون منه قالوا إن جريمة أكينان المزعومة هي في الحقيقة قيامه بالمشاركة والتعليق على مقاطع فيديو نشرها محمد ياقوت وهو شخصية كردية متورطة في الجريمة المنظمة، اتهم فيها العديد من أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان ورفاقهم من رجال الأعمال بالفساد.

طبيب أردوغان السابق يؤكد صحة المزاعم وزعم ياقوت أن العديد من الوزراء بمن فيهم وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو يمتلكون شققًا تزيد الواحدة منها على مليوني دولار في مجمع حديث يسمى "كاميليا هاوس" يقع جنوب غرب لندن. في السياق ذاته وبحسب مصادر إعلامية، ادعى "تورهان كوميز" النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية والذي يعمل الآن كمستشار لميرال أكسينير، زعيمة الحزب الخير القومي المعارض، بدوره أنه تحقق من الادعاءات من خلال محاميه في لندن لكنه رفض الإدلاء بتفاصيل. قال كوميز، والذي كان طبيبًا شخصيًا لأردوغان، لإحدى وسائل الإعلام المحلية: "هذه المزاعم صحيحة."

إلى هنا أثار اعتقال أكينان ردود فعل غاضبة، حيث طالب زملائه من الصحفيين والسياسيين المعارضين بالإفراج الفوري عنه. وغرد أوزغور أوزيل، النائب عن حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، على موقعه بتويتر: "إن اعتقال الصحفي سردار أكينان في ساعات الصباح الباكر هو خطوة تهدف إلى قمع عمله الصحفي معتبرًا القبض عليه إجراء ليس له مكان في دولة ديمقراطية تتخذ من سيادة القانون شعارًا لها."

أما باريش طارق أوغلو، الصحفي الاستقصائي وكاتب العمود في صحيفة المعارضة اليومية جمهوريت، وهو من بين مئات العاملين في مجال الإعلام الذين حوكموا وسجنوا لانتقاداتهم الدائمة ضد أردوغان، فقال لموقع المونيتور: "ما يثير الدهشة بالطبع هو اعتقال الصحفي الذي يقول الحقيقة، في حين أن المتهمين بارتكاب جرائم فعلية يتجولون بحرية."تداعيات سلبية تواجه القصر الرئاسي قبل الانتخابات هذه الاتهامات، التي تأتي قبل أسابيع فقط من انتخابات برلمان جديد ورئيس جديد في 14 مايو، قد تؤدي إلى مزيد من التأثيرات السلبية على آمال حزب العدالة والتنمية حيث تتراجع شعبيته وسط أسوأ تراجع اقتصادي منذ ثلاثة عقود، فضلًا عن الأداء الحكومي الرديء والهزيل في مواجهة تداعيات الزلازل الهائلة التي ضربت مساحات شاسعة جنوب وشرق تركيا في السادس من فبراير الماضي.

ومع انهيار الاقتصاد وشعور أنصار العدالة والتنمية من الطبقة الوسطى بالضيق، قد يتردد صدى اتهامات المخالفات تلك على صورته، فـ "إذا كان جزء من الألف مما يقال صحيحًا، فلن يتمكن هؤلاء الأشخاص من إظهار وجوههم في الأماكن العامة."

قال الصحفي الاستقصائي بهادير أوزغور لـ "المونيتور" إن الادعاءات المتعلقة بأمتلاك الوزراء وعائلاتهم وأصهارهم لأصول أجنبية ليست مفاجئة، وسجل حزب العدالة والتنمية في هذا المضمار يتحدث عن نفسه. وأضاف أوزغور: "لقد عانى هذا الحزب من اتهامات من دائرة الكسب غير المشروع منذ عام 2013، عندما كشفت نتائج تحقيق ضخم عن الروابط بين بنك خلق التركي والمقربين من أردوغان من خلال تجارة النفط مقابل الذهب والتي تقدر بمليارات الدولارات في خرق للعقوبات الأمريكية والدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية."

وتعهد "ياقوت" بنشر المزيد في وقت لاحق، متعهدًا بأن "هذا الفيديو الجديد سيكشف النقاب عن أكبر عملية فساد وغسيل أموال".

التعليقات