إسطنبول تتمسك بالحياة.. وتسدل الستار على فعاليات مهرجانها السينمائي

أجواء استثنائية تعيشها المدينة التاريخية والعاصمة التجارية لعموم الأناضول، فعلى وقع زلزالي "كهرمان ماراش" المدمرين في 6  فبراير الماضي تجددت وبقوة ــ ولازالت ــ المخاوف  من حدوث آخر ثالث يعصف بأسطنبول (14 مليون نسمة)، ورغم ذلك فالحياة لابد وأن تمضي، وها هي الأفواج السياحية ــ حتى وان بدت أقل مقارنة بفترات ماضية ــ تزحف على شوراعها وميدانها الأشهر تقسيم  يضاف إلى ذلك بدء الحملات الانتخابية استعدادا للاستحقاقين الرئاسي والبرلماني الشهر المقبل اللذان سيغيران خريطة الحياة السياسية بالبلاد. 

وسط كل هذا الزخم، يسدل الستار غدا على فعاليات الدورة الثانية والأربعون لمهرجان إسطنبول السينمائي، والتي استمرت 12 يوما شاهد خلالها عشاق الفن السابع  134 فيلمًا طويلًا و29 فيلمًا قصيرًا مثلت 84 دولة موزعة على 14 قسمًا "ومساء الغد سيتم إعلان الفيلم الفائز في المسابقة الدولية التي تنافس فيها عشرة أعمال ستة منها انتاجات أوروبية والأربعة الآخرين من المغرب وأستراليا وكوريا الجنوبية وإيران  وترأسها المخرج البرتغالي João Canijo ومعه خمسة اعضاء من بينهم المنتجة التونسية درة بوشوشة Dora Bouchoucha. 

الممنتجة التونسية درة بوشوشة Dora Bouchoucha

الممنتجة التونسية درة بوشوشة Dora Bouchoucha

عندما يصبح هاملت امرأة!!

وبالتوازي سيعلن المخرج "أمين ألب آر"  Emin Alper ، رئيس لجنة التحكيم مسابقة الأفلام المحلية والتي ضمت 11 فيلما ـــ والذي يمثل يعتبر المهرجان بالنسبة لها بمثابة أوسكار للسينما التركية  ــ الفيلم الفائز بجائزة زهرة التوليب الذهبية لأفضل فيلم وقيمتها 250.000 ليرة تركية (13 الف دولار تقريبا)، بينما سيتم منح 150.000 ليرة (8 آلاف دولار) للفيلم الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وتخليداً لذكرى الكاتب والشاعر وأحد مؤسسي السينماتيك التركي "أونات كوتلار"  Onat Kutlar (1935 ــ 1995) ستمنح  75000 ليرة (4 آلاف دولار) لأفضل مخرج. 

وهناك أيضا ثلاث مسابقات الأولى عن السينما التسجلية وفيها 11 عملا والثانية تضم 12 فيلما وثائقيا وسيمنح الفائز 20 ألف ليرة أي ما يعادل 1000 يورو تقريبا، وأخيرا الثالثة باسم المخرج والمنتج الشهير "صيفي تيومان"  Seyfi Teoman  الذي توفي 2012، لأفضل عمل أول، وفيها تنافس 4 افلام وتراس لجنة تحكيمها الهولندية " مارييت ريسنبيك"   Mariëtte Rissenbeek المديرة التنفيذية لمهرجان برلين السينمائي، وسيمنح الفائز 40 الف ليرة (الفين يورو) كتشجيع وكحافز لأعماله  السينمائية اللاحقة.

وهذا العام جرى الاحتفال بالرموز الذين اثروا الحياة الفنية علي مدار عقود، من خلال منحيين الأول تكريم  للفنانة  "نيفرا  سيرازلي" Nevra Serezli (78 عاما) والفنان كيهان يلديز أوغلو  Kayhan Yıldızoğlu  (86 عاما) وللذان مُنحا زهرة التوليب لعطائهما في عالمي المسرح والسينما ، أما المنحي الثاني فكان الاحتفاء بترميم أحد الاعمال الكلاسيكية (رقميا) وهو " إنتقام ملاك .. هاملت امرأة   İntikam Meleği – Kadın Hamlet  الذي انتج العام 1976 وأخرجه   Metin Erksan مُقدما قراءة مغايرة لنص ويليام شكسبير، حيث سيصبح هاملت شخصية نسائية تنتقم لابيها وعرض بمهرجان موسكو العاشر العام 1977، وقامت ببطولته فاطمة جيريك Fatma Girik وهي واحدة من أيقونات السينما التركية والتي توفيت العام الماضي متأثرة بإصابتها بفيروس "كورونا" عن عمر ناهر الـ 79 عاما.  

ريزينبيك رئيسة تحكيم الافلام القصيرة   Rissenbeek

ريزينبيك رئيسة تحكيم الافلام القصيرة Rissenbeek

متمرد من هوليود.. على جسر البوسفور 

وكما هي عادة المهرجان سنويا، وفي القسم الخاص بمبدعي الشاشة الفضية الكبار في العالم، في هذا العام قدم إطلالة عن متمرد في هوليوود وهو المخرج الأمريكي "ويليام فريدكين  William Friedkin (87 عاما)، وذلك بعرض 9 من أعماله والتي تندرج تحت عناوين الرعب والجريمة والإثارة والمغامرة والدراما.

وتيمنا بكون إسطنبول جسر يربط الشرق والغرب، واصلت منصة "Meetings on the Bridge" للإنتاج المشترك والتدريب والتواصل للعام الثامن عشر على التوالي في إستقبال المنتجين والمخرجين وكتاب السيناريو سواء من تركيا أو الدول المجاورة الذين عقدوا  سلسلة من اللقاءات مع صناع السينما الدوليين، كان الهدف منها تبادل الخبرات والثقافات وفي نفس الوقت تعتبر فرصة لصانعي الأفلام للتعاون الفني والمالي بحيث يمكنهم تقديم مشاريعهم إلى المتخصصين. 

أيضا عقدت ورشة عمل الأفلام القصيرة، التي انطلقت قبل ستة سنوات كمنصة تستهدف صانعي الأفلام الشباب الذين يعملون على أفلامهم القصيرة الأولى أو الثانية ، وفي مسعي للفت الانتباه إلى أهمية الأفلام القصيرة في صناعة السينما.  

وعلى صعيد الانتاجات الروائية الطويلة كان هناك قسما خاصا لعرض الأفلام الأولى أو الثانية للمخرجين الشباب من كافة انحاء العالم والعام الحالي ضم 15 عملا من بينهم فيلمان من المغرب (Les Damnés Ne Pleurent Pas) لمخرجه Fyzal Boulifa  وتونس (Harka)   لمخرجه Lotfy Nathan.

التعليقات