تحتفل جمهورية أذربيجان اليوم بذكرى مرور مئة وأربعة أعوام على استقلالها. ففي مثل هذا اليوم من عام 1918، أعلنت جمهورية أذربيجان الديمقراطية استقلالها، وأنشأت دولةً حرةً متكاملة تقوم على الأسس الحقيقية للديمقراطية واحترام القانون.
وعلى الرغم من التحديات الجيوسياسية الكبيرة التي واجهتها، تمكنت جمهورية أذربيجان الديمقراطية من إجراء العديد من الإصلاحات التقدمية ومنها، منح المرأة حق الاقتراع وإنشاء البرلمان في عام 1918. فضلًا عن إعلان اللغة الأذربيجانية لغة رسمية للدولة وتنمية الثقافة والتعليم وإيلائهما اهتمامًا خاصًا، وتحديث الجيش الوطني وقوات الأمن.
واحتفاءً بهذه المناسبة الوطنية ، قال سعادة جافيدان حسينوف، القنصل العام لجمهورية أذربيجان في دبي،: « قامت جمهورية أذربيجان الديمقراطية منذ بداياتها، على مبادئ سلطة الشعب والمساواة بين الناس، والقضاء على التمييز العنصري والعرقي والديني والطبقي ومنحت كافة مواطني الدولة حقوقًا متساوية ».
ويذكر أن أذربيجان عانت من الاحتلال البلشفي على مدار 71 عامًا وتمكنت من استعادة استقلالها في 18 من أكتوبر عام 1991. وبعودته للسلطة في عام 1993، اتخذ الزعيم الوطني حيدر علييف تدابير حاسمة لحماية الدولة وإرساء قواعد الاستقرار الاجتماعي والسياسي على أرضها. وتمكن من اتخاذ خطوات ضخمة نحو تأمين المصالح الوطنية وتحديد الاتجاهات الاستراتيجية طويلة الأمد لأذربيجان باتباع سياسة حرة مستقلة.
وتابع السيد حسينوف حديثه قائلا: «لقد صرح قائدنا العظيم مرارا وتكرارا بأنَّنا إن بنينا دولة أذربيجانية ديمقراطية اليوم، سنبقى مدينون للجمهورية الديمقراطية ما حيينا. فقد قال الرئيس إلهام علييف أننا نعتز بيوم إنشاء الجمهورية الديمقراطية الأولى وقد أعلنّاه يوم استقلال أذربيجان، وهو يوم عيدنا الوطني».
وأضاف قائلا " واليوم، تحت قيادة الرئيس إلهام علييف، تواصل أذربيجان سعيها نحو الأمام بوتيرة متسارعة. حيث أصبحت عضوًا في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، كالأمم المتحدة ومجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وغيرها. وفي الفترة ما بين 2012 و 2013، كانت أذربيجان عضوًا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما تترأس أذربيجان حركة عدم الانحياز التي تتكون من 120 دولة منذ أكتوبر 2019، وقد فتحت هذه القيادة فصلا جديدا في علاقاتها الدولية. حيث أصبحت أذربيجان أيضًا إحدى الدول المانحة.
وأكد حسينوف أن أذربيجان شريك دولي جدير بالثقة، حيث بادرت بتنفيذ العديد من مشاريع البنى التحتية والنقل والطاقة في جنوب القوقاز. وخلال السنوات الماضية، أصبحت أذربيجان إحدى الوجهات الاستثمارية الرئيسة في المنطقة، وذلك بفضل عوامل عدة ومنها: وفرة الموارد والموقع الملائم، والتكلفة التنافسية للإنتاج، ولا ننسى القوانين الودية وكرم الضيافة الذي يشتهر به الشعب الأذربيجاني.
وبمعرض حديثه عن الاحتلال الذي تعرضت له كاراباخ على مدار 30 عامًا، قال السيد حسينوف أن كارباخ كانت ضحية تدمير شامل على أيدي المحتلين. حيث تعرضت البنى التحتية الأساسية الاجتماعية والمباني السكنية والمدارس والمستشفيات للدمار عن بكرة أبيها، وتركت معظم الأراضي المحتلة خالية. الأمر الذي جعل عملية ترميم كاراباخ وإعادة بنائها عمليةً معقدةً وتحتاج إلى وقتٍ طويل، إلا أن أذربيجان شرعت نحو تحقيقها على الفور.
وأوضح انه تم إعداد خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للأراضي المحررة مع الحرص على تنفيذها بإنشاء «مقر التنسيق» و 17 مجموعة عمل في مناطق مختلفة. وفي عام 2021، تم تخصيص 2.2 مليار دولار من ميزانية الدولة لعملية إعادة الإعمار. وسيكون من شأن هذه الإجراءات تمكين أذربيجان من دمج اقتصاد كاراباخ بالاقتصاد الأذربيجاني بشكل كامل يتيح استخدام إمكاناتها الاقتصادية في السنوات القادمة.
واختتم القنصل العام لجمهورية أذربيجان في دبي تصريحه بالقول: « تمكن الرئيس إلهام علييف من إظهار قوة بلاده أمام العالم بأسره. حيث قام بتحرير الأراضي الأذربيجانية التي ظلت محتلة لفترة تقارب 30 عامًا،
بقيادته، تم حل نزاع ناغورنو كاراباخ بمبادرةٍ من أذربيجان وبموجب بيان ثلاثي أطلقه الرئيس إلهام علييف بتاريخ 10 نوفمبر 2020 بعد مرور 44 يومًا من الحرب الوطنية. وعلى الرغم من الاحتلال والدمار الذي شهدته الأراضي المحررة على مدار 30 سنة، إلا أن أذربيجان مستعدة للمضي قدمًا نحو المستقبل - لتخطيط مستقبلها بوصفهاجزء من منطقة جنوب القوقاز».
التعليقات