مساعدات الإمارات تسعف دول العالم في مواجهة الكوارث الطبيعة

لم تمر كارثة طبيعية في العالم إلا وتسرع الإمارات لإسعاف وإغاثة ضحاياها، حيث سجلت حضورا دوليا فعالا وسط الطوارث التي شهدتها العديد من الدول والأقاليم حول العالم منذ بداية العام الجاري وأسهمت المساعدات المادية والعينية التي قدمتها في هذا المجال في إنقاذ حياة الملايين من البشر والتخفيف من معاناتهم.

و تعد الإمارات حجر الأساس في بناء المنظومة العالمية لمواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية وذلك بفضل مبادراتها الجريئة ونهجها الإنساني المتفرد الذي يقوم على تقديم العون والإغاثة لمستحقيها دون تمييز لجنس أو عرق ودين بعدما جعلت الحاجة .. المعيار الوحيد لتقديم المساعدة.

ولم تغب الامارات منذ بداية عام 2021 عن الساحات والمناطق التي تعرضت للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والبراكين والحرائق وكانت حاضرة بقوة من خلال تقديم الإغاثات ومساندتها ودعمها للمتضررين والمنكوبين.. وتميزت برامج الدولة الإنسانية للمتأثرين في تلك المناطق بالتنوع والجودة والوصول المبكر للمستهدفين.

فعلى صعيد الفيضانات، سارعت الإمارات إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من الفيضانات التي اجتاحت ولاية بهانج الماليزية في يناير الماضي وتسببت بأضرار جسيمة في أكثر من 11 محافظة تابعة للولاية وتضمنت المساعدات كميات كبيرة من مستلزمات الإيواء والمواد الغذائية والصحية.

وأرسلت الإمارات وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى العاصمة الماليزية، للإشراف على العمليات الإغاثية وإيصال الاحتياجات الإنسانية للمناطق الأكثر تضررا بالتنسيق والتعاون مع حكومة ولاية بهانج والجهات الماليزية المختصة.. ونفذت الهيئة برنامجا خاصا على عدة مراحل لتقديم المساعدات استفاد منه خلال المرحلة الأولى أكثر من 50 ألف متضرر.

و في السودان، واصلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للمتأثرين من السيول والفيضانات، التي اجتاحت عددا من الولايات السودانية العام الماضي، وذلك ضمن جهودها للتصدي لتداعيات الكارثة التي لا تزال ماثلة ويعاني منها المتضررون في بعض المناطق.

و سيرت الهيئة في مارس الماضي ثلاث قوافل مساعدات جديدة إلى ولايات النيل الأبيض وكسلا والخرطوم، مستهدفة سكان المناطق الأكثر تضررا، ففي المجال الصحي قدمت الهيئة أجهزة ومعدات طبية لمستشفى "أحمد قاسم" الحكومي في الخرطوم بحري، والمتخصص في جراحة القلب وزراعة الكلى، كما قدمت ضمن هذه المرحلة من المساعدات مستلزمات ومعينات تعليمية لعدد من المدارس في ولاية الخرطوم.

و على صعيد مواجهة تداعيات الزلازل، لعبت الإمارات دورا بارزا في التخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال الذي ضرب جزيرة سولاويزي في إندونيسيا أواخر يناير الماضي و الذي بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر ونتجت عنه أمطار غزيرة تسببت في فيضان نهر كاريونغ بيس ما أدى إلى غمر العديد من المناطق في الجزيرة وتشريد آلاف الأسر من منازلها، إلى جانب انهيار عدد كبير من المساكن والمستشفيات والمدارس والمرافق الخدمية الأخرى.

و نفذت الإمارات برنامجا إغاثيا طموحاً بناء على التقارير الميدانية والنداءات الإنسانية الواردة من الجزيرة المنكوبة قدمت من خلاله كميات كبيرة من مستلزمات الإيواء والمواد الغذائية والصحية والاحتياجات الضرورية الأخرى، والتي استفاد منها آلاف المتضررين في المناطق الأكثر تأثرا بتداعيات الكارثة.

و في يونيو الماضي، شكل ثوران بركان جبل "نيراجونجو" في جمهورية الكونغو الديمقراطية كارثة إنسانية كبيرة بعدما شرد نحو 450 ألف شخص من منازلهم معظمهم من النساء والأطفال.

وكالعادة كانت الامارات من أوائل الدول استجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها الحكومة حيث أرسلت طائرتي مساعدات، الأولى حملت نحو 51 طناً من المواد الإغاثية والغذائية العاجلة، فيما حملت الطائرة الثانية التي سيرتها المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي نحو 93 طنا متريا من المساعدات الشاملة لمجموعات تنقية المياه والمواد الإغاثية اللازمة للمأوى ومعدات الوقاية الشخصية.

و منذ 5 أيام .. تواصل الإمارات تقديم مساعداتها للمتأثرين من حرائق الغابات في جمهورية اليونان الصديقة وتعزيز الحماية للمدنيين وتوفير احتياجاتهم الضرورية إضافة إلى مساهمتها في إخماد الحرائق.

و سيرت الإمارات عبر ذراعها الإنسانية "الهلال الأحمر" جسرا جويا لنقل مساعدات إنسانية عاجلة لتعزيز حماية المدنيين المتأثرين من الحرائق في اليونان تضمنت كميات كبيرة من المواد الغذائية والصحية ومكملات غذائية للأطفال و مواد مكافحة الحرائق من ملابس إطفاء ومضخات وخراطيم مياه وملحقاتها، كما تشارك الإمارات بطائرة عمودية لمكافحة حرائق الغابات على أطراف عاصمة اليونان أثينا.

و أكد سعادة الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن برنامج مساعدات اليونان يتضمن عدة مراحل بناءً على تطورات الأوضاع الإنسانية والميدانية، موضحا أنه سيتم التركيز في المرحلة الأولى على معدات وأدوات مكافحة الحرائق ومستلزمات الإيواء، ومن ثم تتبعها مراحل أخرى تتضمن الاحتياجات الأخرى بمختلف أنواعها، الصحية والغذائية والإنسانية بصفة عامة.

تجدر الإشارة إلى أن المنظمة الدولية للحماية المدنية عرفت الكارثة بأنها حوادث غير متوقعة ناجمة عن قوى الطبيعة أو بسبب فعل الإنسان وتترتب عليها خسائر في الأرواح وتدمير في الممتلكات وتكون ذات تأثير شديد على الاقتصاد الوطني والحياة الاجتماعية وتفوق إمكانيات مواجهتها قدرة الموارد الوطنية وتتطلب مساعدة دولية.

وتتضمن قائمة أنواع الكوارث الطبيعية الكوارث الأرضية مثل البراكين والزلازل والانهيارات الثلجية والكوارث الطبيعية والتسونامي والأعاصير، والكوارث المناخية مثل الجفاف والأعاصير والزوابع والحرائق والاحتباس الحراري والأوبئة والمجاعات.

و تحتل الإمارات مركزاً متقدماً إقليمياً وعالمياً على صعيد بناء منظومة وطنية متكاملة للطوارئ والأزمات تمثل رؤية مشتركة لمواءمة وانسجام أهداف الدولة مع الأهداف التي حددتها استراتيجية الأمم المتحدة الدولية للحد من الكوارث في «إطار سنداي» للحد من مخاطر الكوارث للفترة 2015-2030 وبناء قدرة الأمم والمجتمعات على مواجهة الكوارث.

التعليقات