بأشد العبارات أدان مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، اغتيال رئيس هايتي جوفينيل مويس، ودعا إلى تقديم مرتكبي هذه الجريمة البشعة إلى العدالة على وجه السرعة.
وووجه أعضاء مجلس الأمن في بيان نداء قاطعا إلى جميع أصحاب المصلحة السياسيين في هايتي للامتناع عن أي أعمال عنف وعن أي تحريض على العنف ودعوا جميع الأطراف المعنية إلى التزام الهدوء وضبط النفس وتجنب أي عمل من شأنه أن يسهم في زيادة عدم الاستقرار ، وأعربوا عن دعمهم الثابت للحوار.
وأكد أعضاء مجلس الأمن عزمهم مراقبة الوضع الحالي في هايتي، مؤكدين الحاجة الأساسية لاحترام سيادة القانون وضمان أمن جميع الأشخاص وعمليات الأمم المتحدة في البلاد وأعربوا عن تضامنهم مع شعب هايتي.
هَايتي رسمياً جمهورية هايتي إحدى بلدان البحر الكاريبي، كانت مستعمرة إسبانية حتى احتلتها فرنسا في سنة 1626، واعترفت إسبانيا بهذا الاحتلال في سنة 1679.
تُعد هاييتي أقدم جمهورية من أصل أفريقي في العالم، وثانية الدول المستقلة في نصف الكرة الغربي؛ إذ إنها تتمتع بالاستقلال، منذ عام 1804؛ ولكنها خضعت، خلال معظم تلك الفترة لحكام مستبدين، لم يبذلوا أيّة جهود لرفاهية شعبهم، فابتليت بأعمال العنف السياسي المستمرة.
وصل كريستوفر كولمبوس إلى جزيرة هيسبانيولا عام 1492، وأسس قاعدة إسبانية في المكان، الذي يُعرف، حالياً، بدولة هاييتي.
وأعلنت إسبانيا عام 1697، رسمياً، اعترافها بسيادة فرنسا على الجزيرة.
فطوّر الفرنسيون هذه المستعمرة الجديدة، التي أطلقوا عليها اسم "سان دومينجو"، وجعلوا منها أغنى مستعمرة في البحر الكاريبي، وجلبوا إليها أعداداً كبيرة من الأفارقة، للعمل في مزارع البن والتوابل.
وبحلول عام 1788، كان عدد الأفارقة يربو على نصف المليون نسمة، أي ما يعادل ثمانية أضعاف المستعمرين الفرنسيين أنفسهم.
وفي عام 1791، خلال اشتعال الثورة الفرنسية، ثار الأفارقة على الفرنسيين، ودمروا المزارع والمدن، واستولى توسان لوفتير ـ أحد زعماء الأفارقة ـ على زمام الأمور.
وبعد أن تولى نابليون الأول الحكم في فرنسا، عام 1799، أرسل جيشاً إلى هاييتي، لاستعادة الحكم الفرنسي مرة أخرى، فاعتقل الجيش توسان، وزُج به في السجن، ثم أُرسل إلى فرنسا.
غير أن كثيراً من أفراد الجيش الفرنسي وقعوا صرعى الحمى الصفراء، فتمكن الثوار، عام 1803، من هزيمة الجيش.
وفي الأول من يناير عام 1804، أُعلن استقلال البلاد، وإقامة دولة تحمل اسم "هاييتي".
التعليقات