الشرائح الإلكترونية.. أزمة عالمية تبحث عن حل 

دفعت أزمة الشرائح الإلكترونية التي يمر بها العالم طوال عام مضى، بعض شركات السيارات إلى تخفيض إنتاجها وإغلاق بعض مصانعها، إذ لا تحصل على على شرائح كافية لصنع هذه السيارات، ورغم أن الصين تعد أحد عمالقة صناعة الإلكترونيات في العالم، فإن لا تزال بعيدة عن حل المشكلة التي يوجهها العالم في هذا المجال، في حين أن الشركات العالمية المسيطرة على هذه الصناعة في العالم ذات الجودة العالية ليست صينية مثل (TSMC التايوانية وسامسونج  الكورية الجنوبية وإنتل الأمريكية) التي تصنف بأنها من الفئة العالية. 

وتعد هذه الازمة الأسوأ التي مر بها العالم فيما يتعلق بهذه الصناعة، ولا تظهر علامة انفراجة قريبا، وبقيت عملاق الصناعة "الصين" صامتة في إطار البحث عن حل، حيث ضرب نقص الشرائح صناعات عديدة، بدأ من معالجات الهواتف الذكية ووحدات التخزين، وصولا إلى صناعة "معالجات الحواسيب" وبطاقات الرسوميات خصوصا الجيل الأخير، التي ما زالت صعبة الشراء. 

وظهرت المشكلة لاحقا بشكل واسع النطاق مع الجيل التاسع من أجهزة الألعاب"PS5 وXbox Series X"، التي تضررت قدرة إنتاج هذه الأجهزة بصورة واضحة من نقص الشرائح الإلكترونية، ولا يمكن الحصول عليها إلا بصعوبة مع دفع مبالغ ضخمة تتخطى سعرها الرسمي. 

ووصلت الأزمة إلى مجال صناعة السيارات، حيث تسببت في قيام عدة شركات سيارات بتخفيض إنتاجها، وكذلك إغلاق بعض مصانعها، لأنها لا تحصل على شرائح كافية لصنع هذه السيارات. 

وقطعت صناعة الإلكترونيات في الصين شوطاً كبيراً بمرور السنوات، لتنتقل البلاد من الشهرة بالأجهزة الإلكترونية المقلدة سيئة الجودة، لتتحول إلى موطن بعض كبرى شركات الهواتف الذكية حاليا، وتهيمن الشركات الصينية على مختلف تصنيفات المصنعين التقنيين التي ترتبط بالشرائح الإلكترونية، حيث تصدر الصين ما يعادل 100 مليار دولار تقريبا من الشرائح الإلكترونية. 

ومع ذلك، تبقى الصين بعيدة جداً عن الاكتفاء الذاتي في هذا المجال، حيث تعد الشرائح المصنعة في الصين من الفئات الدنيا الأبسط، وذات مستويات الأداء الأدنى، ولا تزال تستورد الصين شرائح إلكترونية أكثر بثلاثة أضعاف مما تصدره، ما يعني أنها لا تغطي حاجتها الداخلية.  

التعليقات